اعتبار الدال مع الجيم أو الشين متقاربين فى نحو قَدْ جاءَكُمْ*، قَدْ شَغَفَها حُبًّا، مع أن بين مخرج الدال ومخرج الجيم والشين فاصل لا يخفى عليك.
وقيل: إن المراد من التقارب فى المخرج، التقارب النسبى أى المعقول، وعليه فقد يكون الحرفان متقاربين مع كون مخرج أحدهما من عضو ومخرج الثانى من عضو آخر، كالنون والميم فى نحو مِنْ ماءٍ*، وهذا هو سبب الإدغام، والغين والقاف فى لا تُزِغْ قُلُوبَنا. وقد لا يكونان متقاربين مع كون مخرجيهما من عضو واحد، لكن كل بعيد عن الآخر كالسين والقاف، وهذا هو الراجح فى رأيى لمطابقته للواقع.
المراد من الاختلاف فى الصفة:
والمراد من الاختلاف فى الصفة هنا وفى المتجانسين والمتباعدين عدم الاتفاق فى كل الصفات بأن يكون الاختلاف فى صفة واحدة كاللام والراء أو أكثر كالدال والسين.
صور المتقاربين:
وينبنى على هذا أن للمتقاربين أربع صور، وهى:
(١) أن يتقارب الحرفان مخرجا وصفة بحيث يكون مخرج أحدهما قريبا من الآخر جدا، وصفات كلّ قريبة من الآخر ولا يختلفان إلا فى صفة واحدة كاللام والراء فى نحو قُلْ رَبِّ*.
(٢) أن يتقارب الحرفان مخرجا لا صفة بحيث يكون مخرج كل منهما قريبا من الآخر جدا، أما صفاتهما فتكون مختلفة كثيرا كالدال والسين فى نحو قَدْ سَمِعَ.
(٣) أن يتقارب الحرفان صفة لا مخرجا بحيث تكون صفات كل منهما قريبة من صفات الآخر، ولا يختلفان إلا فى صفة واحدة، أما مخرج كل منهما فيكون بعيدا عن الآخر بعض الشيء كالشين والسين فى نحو ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا.
(٤) أن يتقارب الحرفان مخرجا، ويتفقا صفة كالحاء، والهاء في نحو فَسَبِّحْهُ*.