وفى رأيي أن الواو التى بعدها واو لم تقع فى القرآن، وأن المثالين السابقين ونحوهما لا يعتبران مثلين أصلا، وأنه لا محل للتمثيل بهما فى باب المثلين إطلاقا، لا لأن الواو المدية تخرج من الجوف والواو التى تليها تخرج من الشفتين فحسب وهو مذهب الجمهور، ولكن لأن الواوات المدية الواردة فى القرآن جميعا وبعدها واو يوجد فاصل بينهما خطا وهو الألف.
وشرط المثلين أن يتلاقيا خطا وهو ما لم يتحقق فى الواو المدية التى بعدها واو، إلا أن يقال إن التلاقى فى الخط شرط للإدغام لا لتحقيق التماثل فى ذاته، وهو ما لا يقبل أيضا، لأنه إن صح فإنما يصح على غير مذهب الجمهور الذى لا يرى أنهما مثلان لاختلافهما مخرجا على ما تقدم بيانه.
المسألة الثانية: هاء مالِيَهْ وحكمها جواز الإظهار والإدغام، ولا بدّ من الإظهار من سكتة بين الهاءين للتمييز بينهما، والسكت يمنع الإدغام.
حكم المتقاربين الصغير:
وحكم المتقاربين الصغير الإظهار إلا فى ثلاث وثلاثين مسألة متفق على عدم إظهارها، وواحدة مختلف فى إدغامها إدغاما ناقصا أو كاملا. وهذه المسائل منها تسع عشرة مسألة متفق على إدغامها وهى النون الساكنة الواقع بعدها حرف من حروف" يرملو" الخمسة إلا النون مع الواو فى يس، ن ومع الراء مَنْ راقٍ وحذف النون هنا من «يرملون» لأنها لو وقعت بعد النون الساكنة لكانتا مثلين لا متقاربين، ولام «ال» التى بعدها حرف من الحروف التى يجب إدغامها فيها وهى المرموز إليها فى أوائل كلم:
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم | دع سوء ظن، زر شريفا للكرم |
ومنها مسألة مختلف بين إدغامها إدغاما ناقصا أو كاملا، والراجح فيها كمال الإدغام وهى القاف الساكنة التى بعدها كاف فى أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ فقط.