أثقل جار على ما قد تبين بحول الله إنما يدخل الغلط من أخذ هذه الصفات مجردة عن القرائن وما يثمره الاشتراك فالكفر إذا ورد مجردا عن القرائن إنما يقع على الكفر فى الدين ثم إنه قد يقع على كفر النعمة ويفتقر إلى قرينة ومنه: "وفعل فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين ".
وأما الظلم فلفظ مشترك فإذا ورد مجردا عن القرائن لم نصا فى شئ من مواقعه، وإنما يتخلص بالقرائن، قال تعالى: "إن الشرك لظلم عظيم " وقال تعالى مخبرا عن نبيه يونس عليه السلام: "سبحانك إنى كنت من الظالمين " ومعاذ الله من الكبيرة فكيف بالشرك الذى لا فلاح معه ولم يخالف أحد من أهل السنة ممن يعتمد نظره انهم معصومون من الكفر قبل الوحى وبعده وجمهورهم متفقون انهم معصومون من الكبائر، وجلة أهل السنة على عصمتهم مما فيه دناءة من الصغائر وبعضهم فى طائفة كبيرة من سيئة المتصوفه يقولون بعصمتهم من الصغائر على الإطلاق وكل هذه الضروب يصح وقوع اسم الظلم عليه وقوله تعالى: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة " أوضح شهادة على ذلك.
أما الكفر فلا تنتشر مواقعه وكأم دلالته على كفر النعمة من قبيل ما يدل بتشكيك كدلالة موجود على العرض وأما الظلم فعلى ما تقدم فإذا اقترن بالظلم الكفر كان أعظم من الكفر.
قال المفسرون فى قوله تعالى: "وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون " إنهم المتوغلون فى الظلم المكابرون فهذا كفر وزيادة وقد تقدم تسمية الشرك ظلما وأما الفسق فلم يرد فى القرآن واقعا على صغيرة وقد يقع على الكبيرة حيث يقصد تعظيمها كقوله تعالى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء "الآيى وقد ختمت بوصفهم بالفسق ولا أذكر غيرها وقد عد عليه السلام هذه فى السبع الموبقات وإنما يقع فى الأكثر على الكفر كقوله تعالى: "أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا " لأن المراد هنا الطرفان كقوله تعالى: "فمنكم كافر ومنكم مؤمن " وأكثر وقوعه فى القرآن إنما هو فى وصف يهود والمنافقين كقوله تعالى: "ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون "، نزلت فى ابن صوريا لعنه الله، وكقوله تعالى: "منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون "، وكقوله تعالى: "فلا تأس على القوم الفاسقين "، وكقوله


الصفحة التالية
Icon