إلى البغي ما لقي. انتهى جوابه. وقد اجتمع فيهم مخالفة الصواب والبعد عن المطابقة فإن تعظيم معصية الله، كما قال الزمخشري - فذكر قصة داود لقوم غير مؤمنين بأحد من الأنبياء فالتذكير بذلك لمن يقول استهزاء وكفراً: (عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) (ص: ١٦) فتذكيرهم بهذا مع ذكر الأنبياء بلفظ الذلل أقرب شيء لاستمرارهم على الاستهذاء (والكفر) مع عصمة الأنبياء عما وقع عليه الذلل حقيقة. ثم قوله في الجواب الثاني عن داود، عليه السلام: أنه لقي من توبيخ الله وتظليمه ونسبته للبغي، هذا كله خلف من المرتكب واطلاق لا يجوز في حق الأنبياء، فقد جمع جوابه سوء الادب وشنيع المرتكب والبعد عن المطابقة، والذي جوابنا به لا غبار عليه ولا توقف في مطابقته، نسأل الله سبحانه أن ينفعنا بذلك يوم تبلى السرائر.
******