مطلب تمهيدى فى: مدارس التفسير فى عصر التابعين
وبذلك شاءت إرادة الله- سبحانه وتعالى- إلا أن تقوم على عاتق المشاهير الأربعة أهم مدارس التفسير، وأن يكون حظ التابعين من علمهم الحظ الموفور، وأن تمتد بهم فى أشخاص تلاميذهم السمة الأساسية لتفسير كتاب الله العزيز.
ومما تجدر الإشارة إليه أن كلمة «مدرسة هنا» لا تعنى بناء خاصا لتلقى علم التفسير كما هو الحال فى زماننا، ولكنه تعبير تجاوزى عن بداية الاستقرار لتلقى العلم فى مكان ما.. ليكن المسجد، وليكن السؤال فى الطريق العام من التلميذ للأستاذ أيا ما كان فقد أصبح لابن عباس تلاميذه من التابعين فى مكة.
وكذلك لأبيّ تلاميذه من التابعين فى المدينة، ولعلىّ وابن مسعود تلاميذهما فى العراق.
ولنلق ضوءا بسيطا على كل مدرسة وأشهر تلاميذها باختصار شديد.
١. المدرسة المكية فى التفسير وأشهر تلاميذها:
شيخها: عبد الله بن عباس- رضى الله عنه- وقد سبق لك أن عرفت قيمته ومنزلته العلمية، وأدواته ومصادره فى التفسير.
تلاميذها: وقد أخذ عن ابن عباس علمه فى مكة ثلّة من التابعين أشهرهم:
١ - سعيد بن جبير بن هشام الأسدي: أبو محمد، حبشى الأصل، أسود اللون، أبيض الخصال، أخذ عن ابن عباس- رضى الله عنهما- القراءة والتفسير، وهو ثقة حجة.
٢ - مجاهد بن جبير: أبو الحجاج المخزومى، أوثق تلاميذ ابن عباس- رضى الله عنهما- من القراء المشهورين، توفى بمكة سنة ١٠٤ هـ وهو ساجد.