مبحث فى: التفسير بالمأثور
التفسير بالمأثور هو التفسير المنقول عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو الصحابة، أو التابعين، فهو يشمل تفسير هذه الأجيال الثلاثة من حملة العلم ونقلته.
فهو إذا جزء من علم رواية الحديث سواء كان مرفوعا إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم، أو موقوفا على الصحابى، أو مقطوعا على التابعى.
ويشترط فيه ما يشترط فى علم الحديث من ضوابط النقل وصحته.
مراحل التفسير بالمأثور:
يعتبر التفسير بالمأثور أهم أنواع التفاسير على الإطلاق إذا صحت روايته ونقله، وسلمت ضوابطه من عدالة الناقل، وصحة النقل متنا وسندا.
ولا يعدل عن هذا التفسير إلى سواه مع وجوده، وسلامة نقله إلى غيره من أنواع التفسير الأخرى.
هذا وقد مرّ التفسير بالمأثور بعدة مراحل:
أ- المرحلة الأولى: هى مرحلة الرواية والتلقى مشافهة من صدور الشيوخ إلى عقول التلاميذ وهذه المرحلة هى المرحلة الطبيعية فى حياة الأمة الإسلامية الأولى، إذ كان علم التفسير ناشئا فى أحضان علم الحديث حيث لم يكن ثمة علم يومئذ غير علم الحديث.
ومعلوم للباحثين أن الأمة الإسلامية ظلت مأمورة بعدم التدوين والكتابة إلا للقرآن الكريم وحده. فظل تدوين «ما عدا القرآن» محصورا فى نطاق ضيق جدا يقتصر على بعض الأفراد الذين كانوا يسجلون ما يتلقونه من صدور الرجال فى نطاقه المحدود هذا ومع التحرج والتأثم للنهى الوارد عن المعصوم صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: