٥ - ابن حبان المتوفى سنة ٣٦٩ هـ.
٦ - الحاكم النيسابورى المتوفى سنة ٤٠٥ هـ.
٧ - ابن مردويه المتوفى سنة ٤١٠ هـ.
٣ - دور اختصار الإسناد، أو حذفه نهائيا: وفى هذا الدور خلا التفسير بالمأثور من ذكر السند، وبقيت المتون دون عزو لقائل، وأصبح الإسناد موقوفا على أعلى راو فى السند دون ذكر بقية الرواة.
وهذا أدى إلى أول مدرج من مدارج الوضع فى التفسير، كما كان أول إلباس يدخله مصنفو هذه الكتب على قارئيها فى هذا الدور بحيث ظنّ ما ليس بصحيح صحيحا. بل أصبح الأمر أكثر خطورة إذ نقلت الإسرائيليات فى هذه الكتب خالية من نقلتها، فأخذت على أنها حقائق تفسيرية ثابتة ومقطوع بها. إلى جانب أن مصنفى هذا الدور لم يحرروا المسائل التى قطع بالتفسير فيها إذ المعلوم أن ما قطع بتفسيره عن الصدر الأول لا يحتاج بعد ذلك إلى من يفسره.
ومع انتقال الأمة من تحويل العملية التعليمية من مرحلة التعليم بواسطة «التلقى» إلى مرحلة التعليم بواسطة «التدوين» فإن هذه الخطوة الأخيرة أحدثت خللا خطيرا. إذ ما كاد الناس يستغنون عن «التلقى» إلى «التدوين» حتى استغنوا أيضا عن «الإسناد» إلى تصنيف الكتب فى التفسير دون عزو لقائل.
وهذا الخلل برمته فرّخ فى هذه المرحلة ثلاث ظواهر سلبية هى:
١ - ظهور الإسرائيليات بشكل كبير، وعدّها كأنها حقائق ثابتة.
٢ - ظهور الوضع والكذب فى التفسير على غرار ما كان فى الحديث.
٣ - ظهور التفسير بالرأى.
***