رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فلا غرابة إذا أن يكون التفسير هو أمّ علوم القرآن كلها، وأنها إنما ابتكرت ونشأت لخدمة التفسير، فالتفسير إذا علم خادم لكتاب الله عز وجل، وعلوم القرآن كلها، أو جلّها- على أقل تقدير- خادمة لعلم التفسير.
فأصبح من اللازم علينا أن نجعل منهجنا فى هذا المدخل وفقا لما عنونّا به هذه الدراسة وهى (مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن) ليخبر عنوان هذه الدراسة عمّا يحتويه باطنها من القصد العلمى، ويلمس كبد الحقيقة منها.
تعريف التفسير: يستعمل التفسير فى الكشف الحسى، كما يستعمل فى الكشف عن المعانى المعقولة، والاستعمال الثانى أكثر.
التفسير: لغة مأخوذ من «الفسر» وهو: الإبانة وكشف المغطّى.
والتأويل: ردّ أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.
وقال ثعلب: «التفسير والتأويل واحد» (١).
واصطلاحا: عرفه الزركشى فى «البرهان» بأنه:
١ - علم يعرف به فهم كتاب الله تعالى المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه (٢).
٢ - أو هو: «علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية».
٣ - أو هو: علم يبحث فى نزول الآية وسورتها وأقاصيصها، والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها.
ويظهر من هذه التعاريف أن موضوع التفسير هو آيات القرآن الكريم من حيث بيان معانيها واستخراج أحكامها وحكمها.
(٢) البرهان فى علوم القرآن للزركشى ١/ ١٣.