فصل من ذلك في حروف الإذغام: (عَن ما نُهُوا عَنه) فرد أظهر فيه النون وقطع عن الوصل، لأنّ معنى " ما " عموم كلي تحته أنواع مفصلة في الوجود غير متساوية في حكم النهي عنها.
ومعنى " عن " المجاوزة والمجاوزة للكلي مجاوزة لكل واحد من جزئياته. ففصل علامة لذلك.
ومن: (مِن ما) ثلاثة أحرف مفصولة لا غير.
أحدها في النساء: (فمِن ما مَلَكَت أَيمانُكُم).
وفي الروم: (هَل لَكُم مِن ما مَلَكَت أَيمانُكم).
وفي المنافقين: (وَأنفِقوا من ما رَزقناكُم).
وحرف " ما " في هذه كلها مقسم في الوجود بأقسام منفصلة غير متساوية في الأحكام.
فهذه على غير حال: (مِمّا كُتِبَت أَيديهِم) فإنها وإن كانت تحتها أقسام كثيرة فهي غير مختلفة في وصفها بكتب أيديهم فهو نوع واحد يقال