﴿وَآخَرين من دونهم﴾ مِنْ دُونِ الْمُشْرِكِينَ؛ يَعْنِي: الْمُنَافِقِينَ ﴿لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ﴾.
قَالَ مُحَمَّد: (وَآخَرين) عَطْفٌ عَلَى: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوكُمْ﴾ وَتُرْهِبُونَ بِهِ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ.
﴿وَإِن جنحوا﴾ مالوا ﴿للسلم فاجنح لَهَا﴾.
قَالَ مُحَمَّد: السّلم هَا هُنَا: الصُّلْحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

(السَّلْمُ تَأْخُذُ مِنْهَا مَا رَضِيتَ بِهِ وَالْحَرْبُ يَكْفِيكَ مِنْ أَنْفَاسِهَا جُرَعُ)
سُورَة الْأَنْفَال من الْآيَة (٦٢) إِلَى الْآيَة (٦٤).
قَوْلُهُ: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ﴾ قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ، يَقُولُ: إِنْ هُمْ أَظْهَرُوا لَكَ الإِيمَانَ وَأَسَرُّوا الْكُفْرَ؛ لِيَخْدَعُوكَ بِذَلِكَ؛ لِتُعْطِيَهُمْ حُقُوقَ الْمُؤْمِنِينَ، وَتَكُفَّ عَنْ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ﴿فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أيدك﴾ أعانك ﴿بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾
﴿وَألف بَين قُلُوبهم﴾ يَعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا


الصفحة التالية
Icon