عَن يَمِين، وجنةٌ عَن شمال ﴿بَلْدَة طيبَة وَرب غَفُور﴾ لمن آمن.
قَالَ محمدٌ ﴿جَنَّتَانِ﴾ بدل من ﴿أيه﴾ و ﴿رب غَفُور﴾ مَرْفُوع على معنى وَالله رب غَفُور.
﴿فأعرضوا﴾ عَمَّا جَاءَت بِهِ الرسُلُ ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِم سيل العرم﴾ والعَرِمُ: الجسْرُ يُحبَسُ بِهِ المَاء، وَكَانَ سدًّا قد جعل فِي موضعٍ من الْوَادي [تَجْتَمِع] فِيهِ الْمِيَاه.
قَالَ مُجَاهِد: إِن ذَلكَ السَّيْل الَّذِي أرسَلَ اللَّه عَلَيْهِم من العرم مَاء أحْمَر، أَتَى اللَّه بِهِ من حَيْثُ شَاءَ، وَهُوَ شقّ السّدّ وهدَمَه. وحفر بطن الْوَادي عَن الجنّتيْن؛ فارتفعتا وغارَ عَنْهُمَا المَاء فيبستا قَالَ: ﴿وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ﴾ أَي: ثَمَرَة ﴿خمط﴾ وَهُوَ الْأَرَاك ﴿وأثل﴾.
وَقَالَ محمدٌ: والأثل شَبيه بالطّرفاء، وَاخْتلف أهل اللُّغَة فِي مد الطّرفاء وقصره، وَأَكْثَرهم على الْمَدّ.
﴿ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نجازي﴾ أَي نعاقب ﴿إِلَّا الكفور﴾.
قَالَ محمدٌ: قِيلَ معنى المجازاة هَا هُنَا: أَنَّهُ لَا يغْفر لَهُ، وَإِنَّمَا الْمَغْفِرَة لأهل الْإِيمَان.
سُورَة سبأ الْآيَات من الْآيَة ١٨ حَتَّى الْآيَة ١٩.