﴿ظَاهِرين فِي الأَرْض﴾ يَعْنِي: غَالِبين عَلَى أَرض مصر فِي الْقَهْر لَهُم ﴿فَمَنْ يَنْصُرُنَا﴾ يمنعنا ﴿من بَأْس الله﴾ عَذَابه ﴿إِن جَاءَنَا﴾ يَقُوله عَلَى الِاسْتِفْهَام - أَي: أَنَّهُ لَا يمنعنا مِنْهُ أحد.
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أرى﴾ أَي: مَا أرى لنَفْسي ﴿وَمَا أهديكم إِلَّا سَبِيل الرشاد﴾ يَعْنِي: جحود مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى والتمسُّك بِمَا هُمْ عَلَيْهِ.
﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَاب﴾ يَعْنِي: مثل عَذَاب الْأُمَم الخالية، ثمَّ أخبر عَن يَوْم الْأَحْزَاب) {فَقَالَ
٢ - ! (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ} الْآيَة الدأْبُ: الْفِعْل؛ الْمَعْنى: إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم مثل عُقُوبَة فعلهم وَهُوَ مَا أهلكهم اللَّه بِهِ.
قَالَ محمدٌ: (الدأب) عِنْد أهل اللُّغَة: الْعَادة؛ الْمَعْنى: إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم أَن تُقِيمُوا عَلَى كفركم، فَينزل بكم من الْعَذَاب مثل مَا نزل بالأمم السَّالفة المكذبة رسلهم؛ وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ يحيى.
﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ﴾ قَالَ قَتَادَة: يَوْم يُنَادي أهل الْجنَّة أهل النَّار أَن قد وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، وينادي أهل النَّار أهل الْجنَّة أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ.
قَالَ محمدٌ: من قَرَأَ (التناد) مخفَّفة؛ فَهِيَ بِلَا يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف،