﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ﴾ أَي: مَا كَانَ للرحمن ولدٌ، ثمَّ انْقَطع الْكَلَام، ثمَّ قَالَ: ﴿فَأَنا أول العابدين﴾ تَفْسِير بَعضهم: فَأَنا أول الدائنين من هَذِه الْأمة بِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ولد.
﴿سُبْحَانَ رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ ينزِّه نَفسه: رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} عَمَّا يكذبُون.
﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا﴾ فقد أَقمت عَلَيْهِم الْحجَّة ﴿حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ يَوْمَ الْقِيَامَة، وَهَذَا قبل أَن يُؤمر بقتالهم.
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾ هُوَ إِلَه أهل السَّمَاء، وإله أهل الأَرْض ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ فِي أمره ﴿الْعَلِيمُ﴾ بخلقه.
قَالَ محمدٌ: الْمَعْنى: هُوَ المُوَحَّدُ فِي السَّمَاء وَفِي الأَرْض؛ وَإِلَيْهِ ذهب يحيى.
﴿وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ علم مَجِيء السَّاعَة، لَا يعلم علم مجيئها غَيره.
﴿وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ﴾ يَعْنِي: الْأَوْثَان لَا تملك أَن تشفع لعابدها ﴿إِلاَ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ يَقُول: إِنَّمَا الشَّفَاعَة لمن شهد بِالْحَقِّ فِي الدُّنْيَا ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أَنه الْحق؛ تشفع لَهُم الْمَلَائِكَة.