﴿وجاءهم رَسُول كريم﴾ على الله؛ يَعْنِي: مُوسَى
﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ﴾ أرْسلُوا معي بني إِسْرَائِيل؛ فِي تَفْسِير مُجَاهِد ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِين﴾ على مَا أَتَانِي من الله، لَا أَزِيد فِيهِ شَيْئا وَلَا أنقص مِنْهُ شَيْئا.
﴿وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ﴾ أَي: لَا تستكبروا عَن عبَادَة الله ﴿إِنِّي آتيكم﴾ أَي: قد أتيتكم ﴿بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ بِحجَّة بَيِّنَة
﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ ترجمون﴾ يَعْنِي: الْقَتْل بِالْحِجَارَةِ
﴿وَإِن لم تؤمنوا لي﴾ تصدقوني ﴿فاعتزلون﴾ حَتَّى يحكم الله بيني وَبَيْنكُم.
قَالَ محمدٌ: قيل: الْمَعْنى: فَإِن لم تؤمنوا لي؛ فَلَا تَكُونُوا عَليّ وَلَا معي.
﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مجرمون﴾ مشركون.
قَالَ مُحَمَّد: من قَرَأَ (إِن) بالكَسْرِ فعلى معنى: قَالَ: إِن هَؤُلَاءِ، وَيجوز الْفَتْح بِمَعْنى: بِأَن هَؤُلَاءِ.
﴿فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾ أَي: يتبعكم فِرْعَوْن وَجُنُوده
﴿واترك الْبَحْر رهوا﴾ قَالَ مُجَاهِد: يَعْنِي: سَاكِنا بعد أَن ضربه مُوسَى بعصاه.
﴿ومقام كريم﴾ أَي: منزل حسن
﴿ونعمة كَانُوا فِيهَا فاكهين﴾ أَي: مسرورين.
قَالَ الله: ﴿كَذَلِك﴾ أَي: هَكَذَا كَانَ الْخَبَر ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا قوما آخَرين﴾ يَعْنِي: بني إِسْرَائِيل
﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ﴾.
يَحْيَى: عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لِلْمُؤْمِنِ بَابَانِ فِي السَّمَاءِ، أَحَدُهُمَا يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَالآخَرُ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ، فَإِذَا مَاتَ


الصفحة التالية
Icon