تَفْسِير سُورَة يس الْآيَات من آيَة ٤٨ إِلَى آيَة ٥٤.
﴿وَيَقُولُونَ مَتى هَذَا الْوَعْد﴾. أيْ: هَذَا الْعَذَاب ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقين﴾ يكذبُون بِهِ.
قَالَ الله ﴿مَا ينظرُونَ﴾ أَي: مَا ينْتَظر كفار آخر هَذِهِ الأُمَّةِ الدَّائِنِينَ بِدِينِ أَبِي جَهْلٍ وَأَصْحَابه ﴿إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ يَعْنِي: النفخة الأولى من إسْرَافيل بهَا يكون هلاكهم ﴿تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يخصمون﴾ أَي: يختصمون فِي أسواقهم وحوائجهم
﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ توصية﴾ أَن يوصُوا ﴿وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يرجعُونَ﴾ من أسواقهم وَحَيْثُ كَانُوا
﴿وَنفخ فِي الصُّور﴾ هَذِه النفخةُ الْآخِرَة، والصُّور. قرنٌ تُجْعل الأرواحُ فِيهِ، ثمَّ يَنْفُخ فِيهِ صاحبُ الصُّور، فيذهبُ كلُّ روح إِلَى جسده ﴿فَإِذَا هُمْ من الأجداث﴾ الْقُبُور ﴿إِلَى رَبهم يَنْسلونَ﴾ أَي: يخرجُون سرَاعًا
﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا من مرقدنا﴾ قَالَ قَتَادَة: تكلّم بأوّل هَذِه الْآيَة أهلُ الضَّلَالَة، وبآخرها أهلُ الْإِيمَان. قَالَ أهل الضَّلَالَة: ﴿يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَن وَصدق المُرْسَلُونَ﴾
وَقَوْلهمْ: ﴿من مرقدنا﴾ هُوَ مَا بَين النفختيْن لَا يُعَذَّبون فِي قُبُورهم مَا بَين النفختين، وَيُقَال: إِنَّهَا أَرْبَعُونَ سنة، الْأُولَى يُمِيتُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ حَيٍّ، وَالْأُخْرَى يُحْيِي اللَّهُ بِهَا كل ميت
﴿إِن كَانَت﴾ يَعْنِي: مَا كَانَت ﴿إِلا صَيْحَةً وَاحِدَة﴾ يَعْنِي: النفخة الثَّانِيَة ﴿فَإِذَا هُمْ جَمِيع لدينا محضرون﴾ الْمُؤْمِنُونَ والكافرون.


الصفحة التالية
Icon