﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لي قرين﴾ صَاحب فِي الدُّنْيَا.
﴿يَقُول أئنك لمن المصدقين﴾ على الِاسْتِفْهَام
﴿أئنا لمدينون﴾ لمحاسبون؛ أَي: لَا نُبْعَثُ وَلَا نُحَاسب.
قَالَ يحيى: وهما اللَّذَان فِي سُورَة الْكَهْف فِي قَوْله: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ﴾ إِلَى آخر قصتهما.
﴿قَالَ﴾ الْمُؤمن مِنْهُمَا: ﴿هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ يَعْنِي: فِي وسط الْجَحِيم
﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ﴾ أَي: تباعدني من اللَّه.
قَالَ محمدٌ: يُقَال: رَدِيَ الرجُل يَرْدَى رَدًى؛ إِذا هلك، وأرْدَيتُه: أهلكته.
﴿وَلَوْلَا نعْمَة رَبِّي﴾ يَعْنِي: الْإِسْلَام ﴿لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ مَعَك فِي النَّار
﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الأولى﴾ وَلَيْسَ هِيَ إِلَّا موتَة وَاحِدَة الَّتِي كَانَت فِي الدُّنْيَا ﴿وَمَا نَحن بمعذبين﴾ عَلَى الِاسْتِفْهَام، وَهَذَا اسْتِفْهَام عَلَى سرُور (ل ٢٨٨)، قد أَمن ذَلكَ، ثمَّ [قَالَ]: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ النجَاة الْعَظِيمَة من النَّار إِلَى الْجنَّة.
تَفْسِير سُورَة الصافات الْآيَات من آيَة ٦١ إِلَى آيَة ٧٤.


الصفحة التالية
Icon