تَفْسِير سُورَة الناعات من آيَة (٣٥ - ٤٦)
                                        
                                                                            ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بناها﴾ بِغَيْر عمد
                                        
                                                                            ﴿رفع سمكها فسواها﴾ بَيْنكُم (وَبَينهَا) مسيرَة خَمْسمِائَة عَام
                                        
                                                                            قَالَ: ﴿وأغطش لَيْلهَا﴾ أظلم لَيْلهَا ﴿وَأخرج ضحاها﴾ شمسها ونورها
                                        
                                                                            قَالَ: ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ بَسَطَهَا بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ.
قَالَ مُحَمَّد: من قَرَأَ ﴿وَالْأَرْض﴾ بِالنّصب ﴿بعد ذَلِك دحاها﴾ فَالْمَعْنَى: وَدَحَا الْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا: ﴿وَالْجِبَالَ أرساها﴾ تَفْسِيرُ نَصْبِ الْجِبَالِ؛ كَتَفْسِيرِ نَصْبِ الْأَرْضِ.
قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ بَدْءُ خَلْقِ الْأَرْضِ فِيمَا بَلَغَنَا أَنَّهَا كَانَتْ طِينَةٌ فِي مَوْضِعِ بَيْتِ الْمُقَدّس، ثمَّ خلق السَّمَوَات، ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي أَنْتِ كَذَا وَاذْهَبِي أَنْتِ كَذَا، وَمِنْ مَكَّةَ بُسِطَتِ الْأَرْضُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا.
جِبَالَهَا وَأَنْهَارَهَا وَأَشْجَارَهَا قَالَ: ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا ومرعاها﴾
                                        
                                                                            ﴿وَالْجِبَال أرساها﴾ أَثْبَتَهَا جَعَلَهَا أَوْتَادًا لِلْأَرْضِ؛ لِئَلَّا تتحرَّكَ بِمن عَلَيْهَا
                                        
                                                                            ﴿مَتَاعا لكم ولأنعامكم﴾ تَسْتَمْتِعُونَ بِهِ إِلَى الْمَوْتِ