عَنْهُمَا ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ فَكَانَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ، ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ مَا أُنْزِلَ مِنْ صِيَامِ رَمَضَانَ١ وَقَالَ قتادة: كتب الله عزوجل عَلَى النَّاسِ قَبْلَ نُزُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ٢.
وَأَمَّا الثَّالِثُ: فَقَدْ رَوَى (النَّزَّالُ) ٣ بْنُ سَبْرَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَيَوْمُ (عَاشُورَاءَ) ٤ وَقَدْ زَعَمَ أَرْبَابُ هَذَا الْقَوْلِ، أَنَّ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ ٥ وَفِي هَذَا بُعْدٌ كَثِيرٌ، لِأَنَّ قوله ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ جَاءَ عُقَيْبَ قَوْلِهِ ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ فَهُوَ كَالتَّفْسِيرِ لِلصِّيَامِ وَالْبَيَانِ لَهُ.
٢ ذكره نحوه السيوطي في الدر المنثور١/ ١٧٧، وعزاه إلى عبيد بن حميد، عن قتادة.
٣ في (م): البراء، وهو تحريف من النزال كما تبين لي بعد التحقيق.
وهو: نزال بن سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة الهلالي سمع ابن مسعود وغيره، ثقة من الئانية، وقيل إن له صحبة. انظر: التقريب (٣٥٦).
٤ في (م) عاشور، وهو خطأ إملائي.
٥ الآية (١٨٥) من سورة البقرة.
ذكر الطحاوي في باب مشكل ماروى عن صوم عاشوراء عن ابن مسعود، بأن صوم عاشوراء منسوخ بشهر رمضان. انظر: مشكل الآثار ٣/ ٨٥ - ٨٦.