ذِكْرُ الْآيَةِ الرَّابِعَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بها﴾ ١.
رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: نُسِخَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ ٢ وَقَالَ ابْنُ السَّائِبِ: نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ ٣ وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ وَلَيْسَ بَيْنَ الآيَاتِ تَنَافٍ وَلا وَجْهَ لِلنَّسْخِ.
وَبَيَانُ هَذَا أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ﴾ فَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ الصَّلاةُ الشَّرْعِيَّةُ، لا تَجْهَرْ بِقِرَاءَتِكَ فِيهَا وَلا تخافت بها٤.
١ الآية (١١٠) من سورة الإسراء.
٢ الآية (٢٠٥) من الأعراف. ذكر النحاس في ناسخه ص: ١٨٣، عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كما ذكر عنه مكي بن أبي طالب في الإيضاح ص: ٢٩٦
٣ الآية (٩٤) من سورة الحجر، أورد المؤلف هذا القول والذي قبله في زاد المسير ٥/ ١٠١ عمن أوردهما هنا.
٤ رواه البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. انظر: صحيح البخاري مع الفتح ١٠/ ٢٠ - ٢١، من كتاب التفسير؛ وصحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ١٦٤ - ١٦٥، في باب (التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية).
٢ الآية (٢٠٥) من الأعراف. ذكر النحاس في ناسخه ص: ١٨٣، عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كما ذكر عنه مكي بن أبي طالب في الإيضاح ص: ٢٩٦
٣ الآية (٩٤) من سورة الحجر، أورد المؤلف هذا القول والذي قبله في زاد المسير ٥/ ١٠١ عمن أوردهما هنا.
٤ رواه البخاري ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. انظر: صحيح البخاري مع الفتح ١٠/ ٢٠ - ٢١، من كتاب التفسير؛ وصحيح مسلم بشرح النووي ٤/ ١٦٤ - ١٦٥، في باب (التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية).