الْكِتَابَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الْكِتَابِ، وَفِي تِلْكَ الْمَرْأَةِ ثلاثة أقوال: أحدها: أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ١.
وَالثَّانِي: سُبَيْعَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ٢.
وَالثَّالِثُ: أُمَيْمَةُ٣ بنت بشر فنزلت: ﴿فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ وَفِيمَا كَانَ يَمْتَحِنُهُنَّ بِهِ ثَلاثَةُ أقوال:
أحدها: الإِقْرَارُ بِالإِسْلامِ٤.
وَالثَّانِي: الاسْتِحْلافُ لَهُنَّ: مَا خَرَجْنَ مِنْ بُغْضِ زَوْجٍ وَلا رَغْبَةً عَنْ أَرْضٍ وَلا الْتِمَاسَ دُنْيَا وَمَا خَرَجْنَ إِلا حُبًّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ٥.
وَالثَّالِثُ: الشُّرُوطُ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾ ٦ فَإِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ لَمْ يَرُدَّهُنَّ إليهم٧. وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ، هَلْ دَخَلَ رَدُّ النِّسَاءِ إِلَيْهِمْ فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ لفظاً أو عموماً؟

١ قاله الإمام الشافعي في أحكام القرآن١/ ١٨٥ عن أهل العلم بالقراءات وذكره محمد بن سعد في الطبقات الكبرى٨/ ٢٣٠ بدون سند، كما ذكره المؤلف في زاد المسير ٨/ ٢٣٨ عنه، ثم قال: وهو المشهور.
٢ ذكره الواحدي في أسباب النزول (٢٨٤) عن ابن عباس بدون إسناد، وذكره المؤلف عنه في المصدر السابق.
٣ نقل هذا القول المؤلف في المصدر نفسه عن أبي نعيم الأصفهاني.
٤ ذكره الطبري في جامع البيان٢٨/ ٤٤ بسند ضعيف عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
٥ أخرج نحوه الطبري بإسناده من طريق أبي نصر عن ابن عباس (ولم يعرف سماعه من ابن عباس كما قال البخاري). انظر جامع البيان المصدر السابق، وتهذب التهذيب١٢/ ٢٥٥.
٦ الآية العاشرة نم سورة الممتحنة.
٧ روى هذا المعنى الإمام الترمذي في جامعه٢/ ١٦٤ وقال هذا حديث حسن صحيح، كما رواه الطبري في جامع البيان٢٨/ ٤٤ كلاهما عن عائشة رضي الله عنها.


الصفحة التالية
Icon