(فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسَاكِينَ)، هذه قراءة أهل المدينة والشام، والمعنى: وعلى الذين يطيقَونه فأفطروا فدية طعام، والفدية: البذل وقد مرّ ذلك، وأضيفت الفدية إلى الطعام، لأنها اسم للقدْر الواجب، والطعام اسم يعمّ الفدية وغيرها، فهذا كقولك: ثوبُ خَزٍّ، وخاتمُ حديدٍ، وجمعوا المساكين، لأن الذين يطيقونه فأفطروا جماعةٌ، فكل واحد منهم يلزمه طعام مسكين، وقرأ الباقون (فِدْيَةٌ) منونة، (طَعَامُ مِسْكِينٍ) على واحد، ومثل هذا قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ).
١٨٥ - قوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ)، يعني: عدة ما أفطرتم، قال الفراء: معنى الآية ولتكملوا العدة في قضاء ما أفطرتم، والواو: واو استئناف، واللام: من صلة فعل مضمر بعدها، والتقدير: ولتكملوا العدة شرع الرخصة في الإفطار، وقرئ (وَلِتُكَمِّلُوا) بالتشديد، و (فَعَّلَ) و (أَفْعَلَ)


الصفحة التالية
Icon