١١٢ - قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ)، قال ابن الأنباري: لا يجوز لأحدٍ أن يتوهم على الحواريين أنهم شكّوا في قدرة الله، ولا يدل قولهم (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) على أنهم شكوا في استطاعة الله، وهذا كما يقول الإنسان لصاحبه: هل تستطيع أن تقومَ معي؟ وهو يعلم أنه مستطيع للقيام. وقرأ الكسائي (هَلْ تَسْتَطِيعُ) بالتاء (رَبَّكَ) نصبًا على معنى [هل تستطيع] سؤالَ ربك، ومرادهم بالاستفهام: التلَطُفُ في استدعاء السؤال، كما تقول لصاحبك: هل تستطيع كذا؟ وأنت عالم أنه يستطيع، ولكن قصدك بالاستفهام التلطف.
١١٩ - قوله تعالى: (يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، أي: ينفع الصادقين في الدنيا صدقهم في هذا اليوم، لأنه يومُ الجزاء، وما تقدم في الدنيا من الصدق إنّما يتبيَّن نفعُه في هذا اليوم. قال المفسرون: هذا تصديق لعيسى فيما قال وذلك أنه كان صادقاً في الدنيا، ولم يقل للنَّصارى: اتخذوني إلهاً فنفعه صدقه ومن قرأ (هَذَا يَوْمُ) بالرفع فعلى الابتداء والخبر، جعل اليومَ خبرَ المبتدأ الذي هو (هَذَا). والمعنى: هذا اليومُ [يومُ] منفعة الصادقين. ومن قرأ بالنصب فعلى الظرف، على تقدير: (قال الله هذا)، يعني: ما تقدم ذكره في يوم ينفع الصادقين صدقهم، أي: قال الله هذا في يوم القيامة.
* * *


الصفحة التالية
Icon