٣٠ - قوله تعالى: (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ)، أي: لِيُضِلُّوا الناس عن دين الله، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء. والمعنى: أنهم لم ينتفعوا بما اتخذوا من الأنداد، ولم يتخذوها إلا ليزيغوا عن الطريق المستقيم. وهذه لام العاقبة.
٤٦ - قوله تعالى: (لِتَزُولَ مِنهُ الِجْبَالُ)، يعني: أَمْرَ النبي - ﷺ - وما أتى به من دين الإسلام. وضرب الجبالَ مثلا له على معنى: أن ثبوته كثبوت الجبال. وقرأ الكسائي (لَتَزُولُ) بفتح اللام الأولى وضم الثانية، و (إنْ) على هذه القراءة لا يكون نفيًا بل يكون بمعنى (قد) والمعنى: قد كانت الجبال تزول من مكرهم، وهذا مبالغة في وصف مكرهم بالعظم على مذهب العرب في المبالغة. قال الزجاج: إن كان مكرهم يبلغ في الكيد إلى إزالة الجبال، فإن الله ينصر دينه. يدل على هذا قوله: (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)، يعني: ما وعد من النصر. ويقرأ: [(مُخْلِفَ وَعْدَ رُسَلَهُ)].
* * *