يجعل فيها وجهين، ومنهم من يجعل ثلاثة، والوجهان هما الإدغام مع الإشمام أو الإخفاء، والثالث هو الإدغام المحض من غير إشمام، ولا روم، ومنهم من يجعل الإشمام بعد الإدغام، ومنهم من يجعله مع أوله، ومنهم من يخير في ذلك، ومنهم من يقول إن الإخفاء لا بد معه من الإدغام، ومنهم من يقول لا إدغام معه، ومنهم من ظاهر عبارته ذلك، وهذا الاضطراب يوجب للقاصر الحيرة والتوقف، وللماهر التثبت والتعرف، والحق أن فيها للقراء السبعة وجهين:
الأول: الإدغام مع الإشمام فيشير إلى ضم النون المدغمة بعد الإدغام للفرق بين إدغام ما كان متحركا، وما كان ساكنا لأن تأمنا مركبة من فعل مضارع مرفوع وضمير المفعول المنصوب، وأجمعت المصاحف على كتبه على خلاف الأصل بنون واحدة كما يكتب ما آخره نون ساكنة واتصل به الضمير نحو كنا وعنا ومنا، وهذا الإشمام كالإشمام في الوقف على المرفوع، وهو أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت كهيئتهما عند التقبيل لأن المسكن للإدغام كالمسكن للوقف بجامع أن سكون كل منهما عارض، الثاني: الإخفاء وهو أن تضعف الصوت بحركة النون الأولى بحيث أنك لا تأتي إلا ببعضها وتدغمها في الثانية إدغاما غير تام لأن التام يمتنع مع الروم، لأن
الحرف لم يسكن سكونا تاما فيكون أمرا متوسطا بين الإظهار والإدغام، ولا يحكم هذا إلا بالأخذ من أفواه المشايخ البارعين العارفين الآخذين عن أمثالهم، والله الموفق.
وأما الوجه الثالث: فلم يرو عن أحد من الأئمة السبعة إلا من طرق ضعيفة نعم هي قراءة أبي جعفر.
٩ - يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ قرأ المكي والبصري والشامي بالنون فيهما، والباقون بالياء فيهما، وقرأ الحرميان بكسر عين يرتع، والباقون بسكون العين.