تلائم جاد وذكا زاد سل شذا صفا ضاع طل ظل فتى قام كمّلا
والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني: وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار، فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار خفيّا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن، وبعدهما عنهن فيما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه والفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم أن المخفي مخفف والمدغم مثقل، ومخرجهما معهن من الخيشوم فقط، ولا حظ لهما معهن في الفم؛ لأنه لا عمل للسان فيهما حينئذ.
٧ - بِما أُنْزِلَ* مده منفصل؛ لأن شرطه في كلمة وسببه في كلمة أخرى، قصره قالون والدوري بخلاف عنهما والمكي والسوسي من غير خلاف ومده الباقون، وهم في مده متفاوتون على حسب مذاهبهم تحقيقا وترتيلا وحدرا (١)، فأطولهم ورش وحمزة وقدر بثلاث ألفات، ثم عاصم بألفين ونصف ثم الشامي وعليّ بألفين، ثم قالون والدوري بألف ونصف،
- هـ، ع، ح، غ، خ)، والإدغام يأخذ حروف (يرملون)، والإقلاب يأخذ حرف الباء، ويبقى للإخفاء خمسة عشر حرفا وهي:
(ص- ذ- ث- ك- ج- ش- ق- س- د- ط- ز- ف- ت- ض- ظ) كما هو موضح في أوائل كلم البيت السابق (تلائم جاد) مطلعه.
(١) ومراتب القراءة وأساليبها أربع مراتب جائزة وهي:
التحقيق: وهو القراءة ببطء وتمهل ويقصد به التعليم. الترتيل: وهو القراءة بتؤدة واطمئنان، وإعطاء الحروف حقها من المخارج والصفات. الحدر: وهو سرعة القراءة مع ملاحظة الأحكام، وتبقى مرتبة التدوير: وهو التوسط بين الترتيل والحدر.


الصفحة التالية
Icon