وعليه اقتصر أكثر النقلة كالأهوازي وأبي العلاء وابن مالك ومكي والصقلي وكذلك رواه سائر أصحاب البزي عنه وهو اللغة الفصيحة وذكر الشاطبي الخلاف له فيه بالقصر وهو حذف الألف خروجا منه عن طريقه وإنما الخلاف فيه من طريق النشر وتبع في ذلك أصله لكن كلامه يشعر بقوته وصحة الرواية به تلاوة لقوله: وفي آنفا خلف هدى وكلام التيسير يشعر بأن ذكره حكاية لا رواية لأنه غير أسلوبه فلم يقل قرأ البزي بخلف عنه كعادته في نقل الخلاف الذي قرأ به وإنما قال: حدثنا محمد بن أحمد بن على البغدادي قال: حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا مضر بن محمد عن البزي بإسناده عن ابن كثير قال: آنفا بالقصر وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة عنه أبي الفتح، وقرأت عن الفارسي في روايته بالمد وكذا قرأت في رواية الخزاعي وغيره عنه وبه آخذ انتهى. فانظر كيف قال في نقل القصر حدثنا وقال في المد وقرأت وأكد ذلك بقوله وبه آخذ والتحديث بالقراءة يفيد ثبوتها ولا يبيح القراءة بها بخلاف القراءة فإنه يفيد الثبوت وإباحة القراءة بها، لهذا نجدهم يجمعون بين التحديث والقراءة فيقول من تعرض منهم لإثبات القراءة حدثني فلان بقراءة لفلان ثم يقول وقرأت بها القرآن كله على فلان فإن قلت قد قال وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة عنه عن أبي الفتح قلت: نعم ولكن أبو الفتح قد انفرد به عن شيخه أبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري.
قال المحقق: روى الداني من قراءته على أبي الفتح على السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر همزة آنفا وقد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي، وأصحابه الذين أخذ عنهم من أصحاب أبي ربيعة هم محمد بن عبد العزيز الصباح وأحمد بن محمد بن هارون وسلامة ابن هارون البصري، ولم يأت عن أحد منهم قصر وعلى تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طرق التيسير فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق الشاطبية والتيسير انتهى. قلت: وأبو أحمد