لحرف علي وقال الداني: بعد أن ذكر هذه الحروف فابن مجاهد وأصحابه كانوا لا يرون إمالة الهاء وما قبلها في ذلك والنص على الكسائي في استثناء ذلك معدوم وبإطلاق القياس في ذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته، وكذلك حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابن الأنباري قال حدثنا إدريس عن خلف عن الكسائي ومن المعلوم أنه لم يأخذ قراءة على من الروايتين إلا عن أبي الفتح، ولهذا فهم ابن مالك أنه المختار عنده فقال في داليته:
وبعض يقول ما سوى ألف أمل... ومن ألف التّيسير ذا القول أيّدا
وقال الفارسي وبه قال جماعة من أهل الأداء والتحقيق، وقال الجعبري: والتعميم أثبت لقول خلف لم يستثن الكسائي شيئا.
وهذا القسم كان كثير من شيوخنا يقرؤه بالفتح فقط، وبعضهم يقرؤه بالوجهين وهو الأولى عندي، واستقر عليه أمرنا في الإقراء؛ لأن وجه الإمالة صحيح ثابت كما رأيت فالأخذ بالفتح دون تحكم لا سيما مع قول الحافظ أبي عمرو: والنص على الكسائي... الخ.
الثالثة: اختلف في الممال في هذا الباب، فذهب الجمهور إلى أن الممال هو ما قبل هاء التأنيث فقط، وذهب جماعة كالداني والمهدوي وابن سوار إلى أنها ممالة مع ما قبلها وجمع المحقق بين القولين بما هو ظاهر بين فقال ولا يمكن أن يكون بين القولين خلاف، فباعتبار حد الإمالة وأنه تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء فإن هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة وهذا مما لا يخالف فيه الداني ومن قال بقوله وباعتبار أن الهاء إذا أميلت فلا بد أن يصحبها في صورتها حال من الضعف خفي يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء فسمّي ذلك المقدار إمالة وهذا مما لا يخالف فيه الجمهور فعاد النزاع في ذلك لفظيا إذ لم يمكن أن يفرق بين القولين بلفظ.
الرابعة: ما ذكرناه من أن إمالة الناس المجرورة للدوري فقط هو الذي


الصفحة التالية
Icon