كونيات
في سفر التكوين نجد كيفية الأمر بالخلق في تلك العبارات: "وقال الله ليكن نور فكان نور (١) ".
هذه الصورة تذكرنا بطريقة فريدة بعبارة القرآن ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة ٢/ ١٨] فإن التشابه بين العبارتين عجيب.
ولكن القرآن يصف لنا دائماً عملية هذا التكوين الآمر، فهو يحدثنا أولاً عن وحدة مادة الكون الأولى في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ [سورة الأنبياء ٢٠/ ٢١].
ثم يحدثنا عن الحالة البدائية لتلك المادة:
﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾ [فصلت ١١/ ٤١]
ثم إن الله جلت قدرته يحدد لكل كوكب فلكه ومستقره، مجزئاً بذلك المادة في الكون، ومقررا جميع القوانين التي ستحكم الظاهرة الطبيعية. ثم تكون الظاهرة الحيوية:
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء٣٠/ ٢١].

(١) سفر التكوين- الإصحاح الأول- فقرة ٤.


الصفحة التالية
Icon