وعنه تسهيل كخطّ المصحف فنحو منشون مع الضّمّ احذف
أي وعن حمزة أيضا تخفيف آخر؛ وهو التخفيف الرسمي الذي يكون موافقا لخط المصحف، وقد ذكره الداني وشيخه أبو الفتح ومكي وابن شريح والشاطبي ومن تبعهم من المتأخرين؛ والمعنى فيه أنه إذا خفف الهمز في الوقف، فما كان من أنواع التخفيف موافقا لخط المصحف خففه به وإن كان ما يخالفه أقيس وذلك نحو «منشئون، ومتكئون، ويستنبئونك» فإن القياس ما تقدم على مذهب سيبويه وهو بين بين وعلى مذهب الأخفش وهو إبدال الهمزة ياء، وهنا يجيء وجه ثالث وهو حذف الهمزة وضم ما قبلها ليوافق خط المصحف وهو لغة صحيحة قرأ بها أبو جعفر في الحالين كما تقدم.
وألف النّشأة مع واو كفا هزؤا ويعبؤا البلؤا الضّعفا
أي ونحو ألف «النشأة» وهو في العنكبوت والنجم والواقعة كتبت بالألف وتقدم أن وقفه بالنقل والحذف ولكنها لما رسمت هنا صار تخفيفها بالحذف مخالفا صورة
الرسم فوقف عليها بالألف على لغة من ألقى حركة الهمزة قبل الألف وأبقى الهمزة ساكنة فأبدلها كما قالوا «كماه» وكذلك يقف على «كفوا، وهزوا» بالواو اتباعا للرسم وذلك أنه يقرؤهما بالإسكان فقياس تخفيفهما له بالنقل، فإذا نقل خالف الرسم فيجوز له وجه آخر وهو الواو مع الإسكان، وهو لغة صحيحة، وكذلك يقف في وجه اتباع الرسم على «يعبؤا بكم ربي» بواو ساكنة بعد الباء المفتوحة، وتقف على «البلؤا» وهو في سورة الصافات والدخان بواو بعد الألف، وكذا «الضعفؤا» وهو في إبراهيم بالواو بعد الألف على اتباع الرسم، وهي لغة ثابتة للعرب من بني تميم وقيس وهذيل وغيرهم، وهذا غير التخفيف القياسي الذي تقدّم وهو الوقف بإبدال الهمزة لتطرفها ووجود الألف قبلها.
وياء من آنا نبإى أل وريّا تدغم مع تؤوي وقيل رؤيا
أي وكذا يقف بالياء على نحو «ومن آناىء الليل» في طه بياء ساكنة بعد الألف، وعلى قوله من «نباىء المرسلين» بياء ساكنة بعد الألف في الأنعام، وهو وجه زائد على الإبدال المتقدّم في التخفيف القياسي؛ وكذا يقف في وجه اتباع الرسم على «رئيا» وهو في مريم بياء مشددة على الإدغام وكذا «تؤوي، وتؤويه،


الصفحة التالية
Icon