وادغم بلا غنّة في لام ورا | وهي لغير (صحبة) أيضا ترى |
وهذا هو الحكم الثالث وهو الإدغام: أي تدغم النون الساكنة والتنوين في اللام والراء نحو
«فإن لّم، هدى للّمتقين، من رّبهم، غفور رّحيم» (١) قوله: (بلا غنة) وإنما لم ينون بلا غنة لضرورة الشعر، عامله معاملة ما لا ينصرف على القاعدة قوله: (وهي لغير صحبة) أي والغنة عند اللام والراء تجوز لغير صحبة، يعني أنها وردت عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب وحفص.
والكلّ في ينمو بها و (ض) ق حذف | في الواو واليا و (ت) رى في اليا اختلف |
أي والقراء كلهم بإدغام النون الساكنة والتنوين في الياء والنون والميم والواو يجمعها قولك
«ينمو» نحو
«من يقول، قدير يا أيها، عن نفس، حطة نغفر لكم، من مال، مثلا ما، من وال، ورعد وبرق يجعلون» إدغاما بغنة قوله: (وضق) أي وخلف عن حمزة حذف الغنة من الواو والياء فيدغم النون الساكنة والتنوين فيهما بلا غنة قوله: (وترى) أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في حذف الغنة وتبقيتها في الياء؛ فروى أبو عثمان الضرير إدغامها فيه بلا غنة كخلف عن حمزة؛ وروى محمد بن جعفر عنه إدغامها بغنة كالباقين قوله: (وضق) من الضيق: وهو ضد السعة، لأن الإدغام الكامل فيه ضيق قوله: (وترى) أي تبصر أنت قوله:
(اختلف) أي اختلف الرواة عنه في الياء.
وأظهروا لديهما بكلمة | وفي البواقي أخفين بغنّة |
استثنى من الغنة في الياء والواو، يعني أنها إذا اجتمعت النون مع الواو والياء في كلمة نحو
«دنيا، وبنيان، وقنوان، وصنوان» فلا يدخل التنوين في ذلك لأنه مختص بالأواخر فلا تكون مع واحدة منهما لاشتباهه بمضاعف الأصل نحو
«جيان، ورمان» قوله: (لديهما) أي الواو والياء قوله: (وفي البواقي) هذا هو الحكم الرابع وهو الإخفاء، يعني أن النون الساكنة والتنوين يخفيان بغنة عند باقي الحروف وهي خمسة عشر: وهي التاء والثاء والجيم والدال والذال والزاي