أي وكيف يأتي وزن فعلى سواء كان مضموم الفاء نحو «دنيا» أو مكسورا نحو «سيماهم» أو مفتوحا نحو «مرضي» فإن ألفه تمال لهم أيضا، وهذا من الملحق بذوات الياء، لأن ألفات التأنيث زائدة غير منقلبة عن شيء لكنها لما انقلبت ياء في التثنية والجمع أشبهت ذوات الياء وألحق بألف التأنيث «موسى، وعيسى، ويحيى» لأنها أعجمية لم يكن لها اشتقاق ولا ألفها للتأنيث، لكنها ملحقة بألف التأنيث من أجل المناسبة اللفظية قوله: (ضمه) أي ضم فعالى نحو فرادى وكسالى قوله: (وفتحه) أي فتح فعالى نحو «يتامى، ونصارى» قوله: (وما بياء) أي وأمالوا الذي رسم بالياء.
كحسرتي أنّى ضحى متى بلى
غير لدى زكى على حتّى إلى
أي مثل ألف حسرتي، يريد قوله تعالى «يا حسرتي» وأنى التي للاستفهام نحو «أنى شئتم، أنى يكون لي، وضحا، وضحاها» ومتى حيث جاء لشبهه بألف التثنية مع انقلابه ياء مسمى به و «بلى» حيث وقعت مع كونها حرفا، فقيل لشبهه بالأسماء حيث كفى في الجواب نفسه، وقيل لتضمنه معنى الفعل، وقيل لأن ألفها للتأنيث بالنسبة إلى بل، واستثنى مما كتب بالياء في الطول «لدى الحناجر» في بعض المصاحف، وأما الذي في يوسف فبالألف إجماعا وزكى وهي في النور «ما زكى منكم» وحتى كذلك نحو «حتى إذا» وإلى نحو «إلى أوليائهم» ودخل بمقتضى استثناء هذه الكلمات الخمس «يا ويلتي ويا أسفي» وغير ذلك فأميلت.
وميّلوا الرّبا القوى العلى كلا
كذا مزيدا من ثلاثي كابتلى
أي حمزة والكسائي وخلف أمالوا من الواوي «الربا» للكسرة قبل «والقوى، والعلى» لتناسب رءوس الآي «وكلا» وهو في الإسراء أو «كلاهما» فقيل لكسر الكاف أو لأن ألفه منقلبة عن ياء، قال سيبويه لو سميت بكلا قلبت الألف ياء، لأنه قد سمع فيها الإمالة وكذا أمالوا الألف إذا وقعت رباعية من فعل زاد على ثلاثة أحرف وإن كان أصله الواو نحو «ابتلى، وأنجى، وزكى، وتدعى، وتبلى» لأنك تقول ابتليت وأنجيت وزكيت وتدعيان وتبليان.