من طريق الأزرق قوله: (وإذ إلى آخر البيت) أي اختلف الرواة عن نافع في إمالة بين بين ها يا من فاتحة مريم والخلاف عنه من الروايتين جميعا أيضا ولا يشتبه يا هذه بياء يس لأن هاء طه يأتي حكمها في البيت الآتي:
وتحت ها (ج) ىء حا (ح) لا خلف (ج) لا
توراة (م) ن (شفا) (ح) كيما ميّلا
أي وأمال بين بين هاء طه ورش من طريق الأزرق، والوجه الثاني له الإمالة المحضة كما تقدم قوله: (حا) أي وأمال حا حم في السبعة بين بين أبو عمرو بخلاف عنه من الروايتين وورش من طريق الأزرق قوله: (حلا) من الحلاوة قوله:
(توراة الخ البيت) أي أمال التوراة محضا حيث وقع ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وتقدم حمزة والذين يميلونها بين بين عند الكلام على إمالتها بين بين فيكون له وجهان، وهذا هو الوجه الثاني من خلافه كما تقدم.
وغيرها للأصبهاني لم يمل
وخلف إدريس برؤيا لا بأل
أي وغير التوراة لم يمله الأصبهاني، فعلم أن الأصبهاني يميلها محضا فقط، وإنما أتى بما يقتضي الحصر لأنه تقدم إمالات في حروف لقالون، وعلم مما أصله أن الأصبهاني يكون كقالون فيما نص فيه الأزرق بالرمز فبين ذلك ليرتفع الإشكال، وهنا تم الكلام على أحرف الإمالة، وبقي تتمات لما تقدم قوله:
(وخلف إدريس) أي اختلف عن إدريس في إمالة رؤيا العاري من الألف واللام وهو «رؤياك، ورؤياي» فرواهما الشاطبي عنه بالإمالة ورواهما عنه غيره بالفتح قوله: (لا بأل) أي المحلى بالألف واللام.
وليس إدغام ووقف إن سكن
يمنع ما يمال للكسر وعن
يعني أن ما أميل لأجل كسرة «كالدار، والحمار، والنار، والأبرار، والناس، والمحراب» فلا يمنع ما أدغم منه أو وقف عليه بالسكون إمالته محضة كانت أو بين بين لعروض ذلك، ولكن اختلف عن السوسي في ذلك كما سيأتي في البيت الآتي، واحترز بقوله: سكن عن الروم فإنه لا كلام فيه أنه كالوصل والأمثلة نحو «وقنا عذاب النار ربنا، والأبرار لفي» حالة الإدغام «والدار، والنار» حالة الوقف بالسكون.