كثير منهم يأخذ بإفراد كل رواية بل بكل طريق، ومن وقف على تراجم المتقدمين رأى إجازاتهم على حقيقة ذلك.
حتّى يؤهّلوا لجمع الجمع | بالعشر أو أكثر أو بالسّبع |
يعني أنهم لا يزالون يفردون حتى تصير لهم أهلية لجمع القراءات جملة واحدة في ختمة ويسمون ذلك جمع الجموع كأنهم يعنون جمع كل جمع قراءة وذلك أن القارئ من الأئمة السبعة أو العشرة له روايات فإذا أفردت في ختمة ختمة جمعت في ختمة فإذا أتوا عليها وأتموا جمع كل جمع جمعوا جميعهم في ختمة على حدة قوله: (بالعشر) أي بالقراءات العشر المذكورة في هذا الكتاب قوله: (أو أكثر) أي من القراءات العشر كقراءة ابن محيصن والأعمش والحسن البصري وغيرهم مما زائد على العشر قوله: (أو بالسبع) يعني أو بالسبع القراءات المذكورة عند العوام.
وجمعنا نختاره بالوقف | وغيرنا يأخذه بالحرف |
يعني أن للجمع طريقتين: إحداهما بوقف: أي إن القارئ إذا قرأ بوجه لا يقف وقفا جائزا ثم يقرأ بعده الوجه الآخر ثم هكذا حتى يستوعب وجوده الخلاف كلها ثم ينتقل إلى ما بعده، وهذا هو المختار عندنا، لما فيه من رونق القراءة وزينة التلاوة، وأقوى في الاستحضار، ولا يقدر عليه إلا الحاذق الماهر، وهو طريق الشاميين وسواهم من المحققين، ولكن فيه تطويل. والطريق الثانية الجمع بالحرف، وهو أن يقرأ القارئ كلمة أو نحو ذلك ثم يستوعب الخلاف الذي في ذلك الحرف وجها بعد وجه حتى يتم، وهذه طريق الجمهور المصريين ومذهب أهل الغرب، وفيها اختصار وسهولة أخذ واستيعاب لما يحتمل من الأوجه ولكنها تخرج القراءة عن رونقها وزينتها، ولكن يشترط في هذه الطريقة رعاية الوقف والابتداء وعدم التركيب ونحوه كما سيأتي في البيت بعده؛ على أني أركب من كلا الطريقين طريقة حسنة لطيفة نبهت عليها في البيت الثالث وما بعده.
بشرطه فليرع وقفا وابتدأ | ولا يركّب وليجد حسن الأدا |
الأخذ بالجمع بالحرف له شروط: منها رعاية الوقف نحو
«وما من إله إلا الله» لا يجوز أن يقف على إله ليستوعب النقل والسكت مثلا، وكذا في نحو