النظم وهو مغتفر حيث أمن اللبس، وقد فعل الشاطبي رحمه الله تعالى ذلك في مواضع، ووقع للناظم فسحت مدته في أماكن لا لبس فيها قوله: (يطّهّرن) بفتح الطاء والهاء مشددتين كما لفظ به حمزة والكسائي وشعبة وخلف، والباقون بإسكان الطاء وضم الهاء مخففة كما ذكره بلفظه لوضوحه، والأصل في قراءة التشديد يتطهرن فأدغمت التاء في الطاء: أي حتى يغتسلن، والمعنى في قراءة التخفيف حتى ينقطع الدم فتعين حملها على القراءة الأخرى أو تنزل القراءات منزلة اجتماعهما فكأنه قيل حتى يطهرن ويتطهرن: أي حتى يجتمع الأمران وهما انقطاع الدم والاغتسال، وهذا مذهب الجمهور من الفقهاء قوله: (رفا) الرفّاء:
الالتحام والانفاق والكسوة والطمأنينة قوله: (رخا) الرخا: رخص السعر وطيب الوقت.

ضمّ يخافا (ف) ز (ثوى) تضار (حق) رفع وسكّن خفف الخلف (ث) دق
أي قوله تعالى: إلا أن يخافا قرأ بضم الياء حمزة وأبو جعفر ويعقوب على ما لم يسم فاعله فيكون قوله: «إلا أن يقيما حدود الله» بدل اشتمال كما تقول خيف زيد شره والخائف غير الزوجين من الولاة والأقارب ونحو ذلك، والباقون بفتحها على تسمية الفاعل على تقدير أن يخافا الزوجان وأن لا يقيما مفعول به قوله: (تضارّ حق الخ) أي قرأ بالرفع أي رفع الراء مع تشديدها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والباقون بالنصب وهو الفتح مع التشديد أيضا، إلا أبا جعفر فإنه اختلف عنه في إسكان الراء مع تخفيفها كما بينه أيضا، فمن رفع جعله خبرا بمعنى النهي، ومن فتح فعلى أنه نهى انجزمت الراء به ففتحت للساكنين، ووجه التخفيف مع الإسكان أنه مضارع من ضاره يضيره ويضوره بمعنى ضر مرفوع إجراء له في الوصل مجرى الوقف قوله: (ثدق) أي جاوز وكثر، يقال ثدق المطر: إذا تجاوز وزاد ما ثادق: أي سائل، وكذا السحاب.
مع لا يضار وأتيتم قصره كأوّل الرّوم (د) نا وقدره
يعني قوله تعالى: ولا يضارّ كاتب في آخر البقرة؛ اختلف أيضا عن أبي جعفر في إسكان رائه مع تخفيفها، ولا خلاف في فتحها وتشديدها عن الباقين قوله: (وأتيتم قصره) أي قرأ ابن كثير «إذا سلمتم ما أتيتم» بالقصر للهمزة،


الصفحة التالية
Icon