عند غيرهما فغلط فاحش لا يلتفت إليه كما حققنا ذلك في غير هذه المواضع.

وأوّلى مثل وجس إن سكن أدغم كقل ربّ وبل لا وأبن
وهذه قاعدة كلية أشار إليها الناظم؛ وهي أنه إذا التقى حرفان وكانا مثلين أو جنسين وكانا أولهما ساكنا وجب إدغام الأول منهما نحو: «فاضرب به، وقد دخلوا، وإذ ذهب، وقل لهم، وهم من، عن نفس، بل لا، يدرككم، يوجهه» والجنسان نحو: «قل رب، (١) قالت طائفة، (٢) أثقلت دعوا الله، (٣) إذ ظلمتم، (٤) قد تبين» (٥) إلا يكون أول المثلين حرف مد وأول الجنسين حرف حلق كما سيأتي في البيت الآتي:
سبّحه فاصفح عنهم وقالوا وهم في يوم لا تزغ قلوب قل نعم
أي وأظهر الحاء عند الهاء من سبحه: يعني من قوله تعالى ومن الليل فسبحه (٦) لأنها حرف حلق، وكثير من الناس من سبق لسانهم إلى النطق بها حاء مشددة، وذلك لأن الحاء حرف ضعيف والهاء أقوى منه فيجذب الحاء الهاء فيقلبها من جنسها ثم تدغم فيها وذلك لحن وخطأ فليحترز منه، وكذلك قوله:
«فاصفح عنهم» (٧) وإن كانا من مخرج واحد فإنه لا يجوز إدغام الحاء في العين فلذلك نص عليه، وكذلك لا يجوز إدغام الواو المدية في واو بعدها نحو «قالوا وهم» ولا الياء المدية في ياء بعدها نحو «قالوا وهم» ولا الياء المدية في ياء بعدها نحو «في يوم» بخلاف الواو اللينة نحو «عصوا وكانوا» فإنه لا خلاف في إدغامها ولم تقع في القرآن المجيد ياء لينة بعدها ياء ولو وقع لوجب الإدغام أيضا نحو رأيت غلامي يوسف؛ ثم نص على إظهار الغين عند القاف من قوله تعالى لا تزغ قلوبنا فإنه ربما نطق بإدغامها من لا يعلم لقرب المخرجين، وكذلك يجب إظهار اللام الساكنة من قوله: قل نعم، وإن كانا متجانسين عند بعضهم والله الموفق.
وبعد ما تحسن أن تجوّدا لا بد أن تعرف وقفا وابتدأ
(١) سورة طه الآية «١١٤» وفي غيرها كذلك.
(٢) سورة الأحزاب الآية «١٣» وفي غيرها كذلك
(٣) سورة الأعراف الآية «١٨٩».
(٤) سورة الزخرف الآية «٣٩».
(٥) سورة البقرة الآية «٢٥٦».
(٦) سورة الطور الآية «٤٩».
(٧) سورة الزخرف الآية «٨٩».


الصفحة التالية
Icon