يعني أن الدال تدغم في هذه الأحرف بأي حركة تحركت الدال إلا إذا فتحت وقبلها ساكن فإنها لا تدغم إلا في التاء فإنها تدغم للتجانس في «كاد تزيغ» وبعد توكيدها ومثالها في غير ذلك ففي السين «يكاد سنا برقه» وفي الذال من بعد ذلك، وفي الضاد «من بعد ضراء» وفي التاء «من الصيد تناله» وفي الشين «شهد شاهد»، وفي الظاء «يريد ظلما» وفي الزاي، «يكاد زيتها»، وفي الصاد «نفقد صواع»، وفي الجيم «داود جالوت» وفي الثاء «يريد ثواب»، قوله: (غير تاء) أي فإنها تدغم فيها، ولو فتحت بعد ساكن فهو استثناء من استثناء، قوله: (والتاء في العشر الخ) يعني أن التاء تدغم في العشرة الأحرف التي تدغم فيها الدال المذكورة، وفي الطاء أيضا فحينئذ يكون للتاء أحد عشر حرفا لكن التاء من جملة حروف الدال العشرة من باب المثلين، فإذا سقطت من العدد عددت الطاء عوضا عنها فيكون للتاء عشرة أحرف أيضا، وإنما لم يستثنها الناظم للاختصار مع حصول الغرض من البابين، ومثال التاء عند حروفها في السين «السحرة ساجدين» وفي الذال «الآخرة ذلك»، وفي الضاد «والعاديات ضبحا» وفي الشين «الساعة شيء عظيم»، وفي الثاء «بالبينات ثم»، وفي الظاء «الملائكة ظالمي»، وفي الزاي «فالزجرات زجرا» وفي الصاد «والملائكة صفا»، وفي الجيم «الصالحات جناح»، وفي الطاء «الصالحات طوبى» واختلف في كلمات ذكرها في البيت الآتي:

والخلف في الزّكاة والتّوراة حل ولتأت آت ولثا الخمس الأول
أي واختلف رواة الإدغام في إدغام التاء وإظهارها من هذه الكلمات الأربع:
وهي «الزكاة ثم» في البقرة، و «التوراة ثم» في الجمعة وهاتان الثنتان عند التاء لفتحهما وسكون ما قبلها، والثالثة عند الذال وهو قوله تعالى: فآت ذا القربى حقه والرابعة عند الطاء وهو قوله تعالى ولتأت طائفة وهما في حكم المجزوم كما تقدم وتقدم لها خامس وهو جئت شيئا فريا، وقوله حل: أي استقر من حل بالمكان، ويحتمل معنى جاز، من حل الشيء يحل فهو حلال، وللثاء الخمس الأول: أي وللثاء من الحروف التي تدغم فيه التاء الخمس الأحرف التي ذكرت أوّلا من حروف الدال المتقدمة يعني السين والذال والضاد والتاء والشين؛ مثالها «وورث سليمان داود، والحرث ذلك، وحديث ضيف إبراهيم، وحيث تؤمرون، وثلاث شعب».


الصفحة التالية
Icon