أئنا» فخالف نافع أصله فيه، والباقون بالاستفهام فيهما وهم على أصولهم في التسهيل والتحقيق قوله: (والساهرة) أي وقرأ أبو جعفر الحرف الأول من النازعات بالإخبار فوافق فيه أصله، وقوله وثانيها: أي وقرأ الثاني من سورة والنازعات بالإخبار يعقوب ونافع والكسائي وابن عامر فهم فيه على أصولهم سواء، والباقون بالاستفهام فيهما وهم ما تقدم من التسهيل والتحقيق.
وأوّل الأوّل من ذبح (ك) وى | ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ث) وى |
أي وقرأ الأول من الموضع الأول في سورة الذبح وهي الصافات وهو قوله تعالى: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون (١) بالإخبار ابن عامر وحده واستفهم في الثاني منه، وخالف أبو جعفر فيه أصله فأخبر في الثاني كما سيأتي، والذبح بالكسر من أسماء سورة والصافات لقوله تعالى: وفديناه بذبح عظيم وكوى من الكي وهو معروف، ويقال كواه بعينه: إذا أحدّ إليه النظر قوله: (ثانيه) أي الثاني من الحرف الأول في والصافات المتقدم قوله: (مع وقعت) أي مع ثاني إذا وقعت الواقعة. والمعنى أنه قرأ الكسائي المرموز له براء رد ونافع المرموز له بألف إذ وأبو جعفر ويعقوب المرموز لهما بكلمة ثوى بالإخبار في الحرف الثاني من الصافات وهو قوله تعالى: أئذا كنا ترابا وآباؤنا إنا لمبعثون مع الحرف الثاني من الواقعة وهو قوله تعالى: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون والأول بالاستفهام، فخالف فيه أبو جعفر أصله وتقدم أن ابن عامر قرأ بالإخبار في الأول وبالاستفهام في الثاني.
والكلّ أولاها وثاني العنكبا | مستفهم الأوّل (صحبة) (ح) با |
أي قرأ كل القراء الحرف الأول من الواقعة والثاني من العنكبوت بالاستفهام: يعني أن القراء اتفقوا على الاستفهام في الأول من الوقعة وهو قوله تعالى: أئنكم لتأتون الرجال فلم يختلفوا فيهما وإنما اختلفوا في الثاني من الواقعة كما تقدم، وفي الأول من العنكبوت على ما سيأتي قوله: (الأول الخ) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو الأول من العنكبوت بالاستفهام وهو قوله أئنكم لتأتون الفاحشة والباقون بالإخبار ومن استفهم منهم فهو على أصله في التحقيق والتسهيل.