وعلى هذا نقول: موضوع علوم القرآن بمعناه العلمي هو القرآن الكريم من حيث جمعه، وتفسيره، ورسمه، وقراءاته، ومكيه ومدنيه وهكذا فنأتي «بالواو» ولا نأتي «بأو».
وفائدة علوم القرآن:
(أ) إنه يساعد على دراسة «القرآن الكريم» وفهمه حق الفهم واستنباط الأحكام والآداب منه، إذ كيف يتأتى لدارس القرآن ومفسره أن يتوصل إلى إصابة الحق والصواب، وهو لا يعلم كيف نزل! ولا متى نزل! وعلى أي حال كان ترتيب سوره وآياته! وبأي شيء كان إعجازه! وكيف ثبت! وما هو ناسخه ومنسوخه!.. إلى غير ذلك مما يذكر في هذا الفن، وإلا كان عرضة للزلل والخطأ.
فهذا العلم بالنسبة للمفسر مفتاح له، ومثله مثل «علوم الحديث» بالنسبة لمن أراد أن يدرس الحديث دراسة حقة، وقد صرح بذلك الإمام «السيوطي» في مقدمة «الإتقان» حيث قال: «ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين؛ إذ لم يدونوا كتابا في أنواع «علوم القرآن» كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى «علم الحديث».
(ب) إن الدارس لهذا العلم يتسلح بسلاح قوي حاد، ضد غارات أعداء الإسلام التي شنوها على «القرآن الكريم» زورا وبهتانا، واختلقوا عليه ما شاء لهم هواهم أن يختلقوا،
ولا شك أن الدفاع عن القرآن- الذي هو أصل الإسلام- من أوجب الواجبات على الأمة الإسلامية، ولا سيما علماؤها وأهل الرأي فيها وإنه لشرف عظيم، وفضل كبير أن يكون المسلم منافحا عن هذا الكتاب الجليل.
(ج) إن الدارس لهذا العلم يكون على حظ كبير من العلم بالقرآن، وبما يشتمل عليه من أنواع العلوم والمعارف، ويحظى بثقافة عالية وواسعة فيما يتعلق بالقرآن الكريم، وإذا كانت العلوم ثقافة للعقول، وصلاحا للقلوب وتهذيبا للأخلاق، وإصلاحا للنفوس والأكوان، وعنوان التقدم والرقي،