انتقلت بعد موته إلى عمر ثم بعد عمر إلى حفصة؛ لتكون أساسا في جمع القرآن جمعا يقلل من الاختلاف والتنازع.
ثم عهد عثمان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير (١) وسعيد بن العاص (٢) وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (٣) أن ينسخوا الصحف في
(١) هو الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي، الأسدي أبوه الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته السيدة صفية، وأمه السيدة أسماء بنت الصديق، ذات النطاقين كما سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول مولود ولد للمهاجرين بالمدينة، ولما ولد فرح المسلمون وكبّروا، لأن اليهود زعموا أنهم سحروا المهاجرين فلا يولد لهم أحد، ولما ولد جاءت به أمه إلى النبي فحنكه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ﷺ وسماه عبد الله، ودعا له بخير، وقد جاء إلى النبي وهو ابن سبع أو ثمان سنين، فبايع النبي، وكان أشبه الناس بجده الصديق، وهو أحد العبادلة الأربعة الذين اشتهروا بالعلم، ورواية الأحاديث، وعنوا بحفظ القرآن، وأحد شجعان العرب، وقد دانت له معظم الأقطار الإسلامية بعد موت يزيد بن معاوية، وولي الخلافة ثم قتل شهيدا أثناء حصار الحجاج له بمكة سنة ثلاث وسبعين.
وقد أهلته صفاته الخلقية، وخصائصه العلمية، ولا سيما بالقرآن أن يكون أحد الأربعة الذين كتبوا المصاحف في عهد سيدنا عثمان، فرضي الله عنه وأرضاه.
(٢) هو الصحابي الجليل سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، الأموي، أبو عثمان، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة، وقال الحافظ ابن حجر: كان له يوم مات النبي ﷺ تسع سنين وقتل أبوه يوم بدر، قال ابن سعد: وعدوه لذلك في الصحابة، وحديثه عن عثمان وعائشة في صحيح مسلم، وكان من فصحاء قريش ولذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة المصاحف قالوا فيه: إن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص؛ لأنه كان أشبه الصحابة لهجة برسول الله، وقد ولي إمارة الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وغزا جرجان، وكان حليما وقورا، مشهورا بالكرم والبر، وكان معاوية يقول: لكل قوم كريم، وكريمنا سعيد، وقد ولاه معاوية إمارة المدينة، مات بقصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين كما في الإصابة وفي الفتح، قال:
سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين فرضي الله عنه وأرضاه.
(٣) هو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي، قال ابن حبان:
ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه، ثم ذكره في ثقات التابعين، وما قيل من أنه كان ابن عشر في حياة النبي هو وهم، مات أبوه وهو يجاهد في الشام في طاعون عمواس، فتزوج سيدنا عمر أمه، فنشأ في حجره، وتزوج بنت سيدنا عثمان، وقد ذكره البغوي والطبراني في الصحابة، وذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، وكان
وقد أهلته صفاته الخلقية، وخصائصه العلمية، ولا سيما بالقرآن أن يكون أحد الأربعة الذين كتبوا المصاحف في عهد سيدنا عثمان، فرضي الله عنه وأرضاه.
(٢) هو الصحابي الجليل سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي، الأموي، أبو عثمان، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة، وقال الحافظ ابن حجر: كان له يوم مات النبي ﷺ تسع سنين وقتل أبوه يوم بدر، قال ابن سعد: وعدوه لذلك في الصحابة، وحديثه عن عثمان وعائشة في صحيح مسلم، وكان من فصحاء قريش ولذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة المصاحف قالوا فيه: إن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص؛ لأنه كان أشبه الصحابة لهجة برسول الله، وقد ولي إمارة الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وغزا جرجان، وكان حليما وقورا، مشهورا بالكرم والبر، وكان معاوية يقول: لكل قوم كريم، وكريمنا سعيد، وقد ولاه معاوية إمارة المدينة، مات بقصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين كما في الإصابة وفي الفتح، قال:
سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين فرضي الله عنه وأرضاه.
(٣) هو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي، قال ابن حبان:
ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه، ثم ذكره في ثقات التابعين، وما قيل من أنه كان ابن عشر في حياة النبي هو وهم، مات أبوه وهو يجاهد في الشام في طاعون عمواس، فتزوج سيدنا عمر أمه، فنشأ في حجره، وتزوج بنت سيدنا عثمان، وقد ذكره البغوي والطبراني في الصحابة، وذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، وكان