ما امتاز به الجمع في عهد عثمان:
وقد امتاز الجمع في عهد عثمان بما يأتي:
١ - الاقتصار فيه على حرف واحد وهو حرف قريش.
٢ - الاقتصار فيه على ما ثبت بالتواتر وما استقر عليه الأمر في العرضة الأخيرة، ولم يكتبوا ما ثبت بطريق الآحاد، ولا منسوخ التلاوة.
٣ - ترتيب آياته وسوره على الوجه المعروف اليوم.
٤ - تجريده من النقط والشكل ومن كل ما ليس بقرآن بخلاف ما كان مكتوبا عند بعض الصحابة فقد كان فيه بعض تأويلات وتفسيرات لبعض ألفاظه.
المصاحف التي وجه بها عثمان إلى الأمصار
المصاحف جمع مصحف بزنة اسم المفعول من أصحفه أي جمع فيه الصحف، والصحف جمع صحيفة، وهي القطعة من الجلد أو الورق يكتب فيها، هذا في اللغة، وأما في الاصطلاح فقد صار علما على ما جمع فيه القرآن الكريم؛ والظاهر أن التسمية بالمصحف معروفة من زمن الصديق؛ فقد روي أن أبا بكر استشار الناس بعد جمع القرآن، فقال بعضهم نسميه سفرا كما يسمي اليهود فكرهوه، وقال بعضهم نسميه إنجيلا فكرهوه، فقال بعضهم إن في الحبشة مثله يسمّى مصحفا، فارتضى أبو بكر ذلك، وسماه مصحفا (١) ولا ينافي هذا كون لفظ «مصحف» عربية الاستعمال، ومخرّجة على القواعد العربية، لجواز أن يكون مما توافقت فيه لغة العرب، ولغة الحبش ومقتضى هذه الرواية أن لفظ المصحف كان معروفا في زمن أبي بكر رضي الله عنه، إلا أن ما كتب في عهده اشتهر في الروايات وألسنة العلماء باسم الصحف، وما كتب في عهد عثمان رضي الله عنه اشتهر باسم المصحف، ولعل اشتهار التعبير عن المكتوب في عهد أبي بكر بالصحف؛ لأن ما كتب فيها كان مرتب الآيات دون السور، أو لعل

(١) الإتقان ج ١ ص ٥١.


الصفحة التالية
Icon