نحو هذا وفي آخرها قال ابن عباس: فلا أدري من القرآن هو أم لا قال:
وسمعت ابن الزبير يقول: ذلك على المنبر.
وروي عن أنس عن أبي قال: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) (١).
ورواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس وفي آخره: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا
وفي رواية أخرى له عن أنس مثله وفي آخره: فلا أدري أشيء نزل أم شيء كان يقوله وروى عن أبي موسى الأشعري قصة وفيها:

وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها «لو كان لابن آدم واديان إلخ» (٢) كما روي في غير الصحيحين فظاهر هذه الروايات أنها كانت قرآنا، ولكن أنى هي في المصاحف المقروءة اليوم
والجواب:
١ - إن هذه الروايات كلها لا تدل على أن هذا قرآن؛ إذ القرآن لا يثبت إلا بالتواتر؛ وغاية ما تدل عليه أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وها أنت قد رأيت أن بعض الروايات قد جاءت مصرحة بأن ذلك من كلام النبي ﷺ فحسب، وأما الروايات التي فيها إيهام أن ذلك قرآنا؛ فإنما جاءت على صيغة الشك كما سمعت، وإذا كان الجزم في هذا لا يثبت القرآنية، فما بالك بالشك والتردّد وليس من ريب في أنه إذا تعارض اليقين والشك فالرجحان لليقين وعليه فتكون الروايات التي نسبت ذلك إلى النبي ﷺ على أنه من كلامه هي المعول عليها، وهذا الذي ذهبنا إليه هو ما سبق إليه أئمة العلم.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٣) تعليقا على قول أبي: كنا نرى (٤) هذا
(١) فتح الباري ج ١١ ص ٢١٢ ومسلم شرح النووي ٧/ ١٨٩.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ج ٢ ص ٢٥.
(٣) ج ١١ ص ٢١٥.
(٤) نرى بضم النون بمعنى نظن.


الصفحة التالية
Icon