وفي قراءاته: أبو بكر أحمد بن مجاهد المتوفى سنة ٣٢٤ هـ، وعلم الدين السخاوي المتوفى سنة ٦٤٣ هـ، وابن الجزري المتوفى سنة ٨٣٣ هـ.
وفي أقسامه: ابن قيم الجوزية المتوفى سنة ٧٥١ هـ.
وفي أمثاله: أبو الحسن الماوردي المتوفى سنة ٤٥٠ هـ.
وألف في جدله: نجم الدين الطوفي المتوفى سنة ٧١٦ هـ.
وفي فضائله: أبو عبيد المتوفى سنة ٢٢٤ هـ، والنسائي المتوفى ٣٠٣ هـ، وابن كثير المتوفى سنة ٧٧٤ هـ، إلى غير ذلك من المؤلفات المتكاثرة، التي تناولت كل نواحي القرآن العديدة.
وقد سلك هؤلاء العلماء في تأليفاتهم طريقة الاستيعاب والاستقراء لأجزاء الأنواع التي ألفوا فيها، فمن دوّن في: مجاز القرآن، يتتبع كل آية فيها مجاز، ومن يؤلف في: أمثاله، يتتبع كل آية فيها مثل، ومن يؤلف في:
أقسامه، يتتبع كل آية فيها قسم، حتى تكونت من كل ذلك ثروة ضخمة في: علوم القرآن، وبحسبك أن تتناول فهرسا لمكتبة من المكاتب العامة، وستجد ما يبهرك، وأن المؤلفات التي تدور في فلك (القرآن) في العصور المتعاقبة تملأ خزانة كبيرة فسيحة.
٧ - علوم القرآن، بمعنى الفن المدون
وهناك طريقة أخرى في التأليف، فقد رأى بعض العلماء أن يجمعوا هذه الأنواع في كتاب مستقل على غرار ما صنع المحدثون في: «علوم الحديث» فاستخلصوا من هذه العلوم علما واحدا، يكون كالفهرس لها، يجمع خصائصها ومقاصدها، وإن لم يحط بكل مسائلها وجزئياتها فكان هذا العلم الذي سموه «علوم القرآن».
وقد جاء التدوين على هذه الطريقة متأخرا عن التدوين على الطريقة الأولى ثم سار بعد ذلك جنبا إلى جنب، فكان بعض العلماء يؤلف في العلم كفن مستقل، والبعض يؤلف في نوع من أنواعه.