في الشعراء فكتبت فيها بالياء وقل أؤنبّئكم وهؤُلاءِ فكتبت بالواو.
وإن كانت الهمزة وسطا فإنها تكتب بحرف من جنس حركتها نحو سَأَلَ سُئِلَ نَقْرَؤُهُ إلا ما استثني.
وإن كانت طرفا تكتب بحرف حركة ما قبلها مثل سَبَإٍ شاطِئِ وَلُؤْلُؤاً وقد وردت في مواضع من القرآن مخالفة لهذا الأصل مثل تَفْتَؤُا يَتَفَيَّؤُا أَتَوَكَّؤُا لا تَظْمَؤُا ما يَعْبَؤُا وَيَدْرَؤُا يُنَشَّؤُا فإنها رسمت في المصحف بالواو، وزيدت بعدها ألف، فإن سكن ما قبل الهمزة حذف الحرف مثل مِلْءُ الْأَرْضِ دِفْءٌ شَيْءٍ الْخَبْءَ.
(٤) قاعدة البدل:
كتبت في الرسم الألف واوا للتفخيم، أو التهويل، والتفظيع في مثل الصَّلاةَ الزَّكاةَ الْحَياةِ الرِّبَوا غير مضافات كَمِشْكاةٍ وَمَناةَ إلا قوله تعالى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً [الأنفال: ٣٥] وقوله تعالى: إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام: ١٦٢] وقوله: إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا [الأنعام: ٢٩] وقوله: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ [الروم: ٣٩] فقد كتبت بالألف (١).
وكتبت ياء كل ألف منقلبة عنها نحو كَمِشْكاةٍ في اسم أو فعل اتصل به ضمير، أم لا، بقي ساكنا، أم لا، ومنه إِلَّا يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ

(١) أقول: يمكن أن يعلل ذلك بأن صلاتهم غير شرعية وغير معتد بها فلا يستأهل التفخيم، وأن قوله إِنَّ صَلاتِي... مقام تذلل واستسلام لله، فليس المقام بلائق بالتفخيم، وقوله: إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا بأن الدهر بين حياتهم ضائعة، فليست جديرة بالتفخيم، وقوله وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً بأن الربا ليس بمعناه الشرعي، فلم يكن ثمت داع للتهويل، والتفظيع.


الصفحة التالية
Icon