ذلك ملك يوم الدّين (٤) ويخدعون ووَعَدَنا تُفادُوهُمْ تُظْهِرُونَ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ فرهن عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ أو لمستم النّساء وحرم على قرية سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى إلى غير ذلك، فقد كتبت كلها في المصاحف العثمانية بلا ألف، وقد قرئت بالألف وبحذفها ومثل غيبت الجب في [يوسف: ١٥] ثمرت من أكمامها في فصلت وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ فقد كتبت كلها بالتاء المفتوحة وبلا ألف وقد قرئت بالجمع والإفراد. ومثل فكهون فقد كتبت بلا ألف وقرئت بالألف وبعدمها ومثل الصِّراطَ كيف وقع وبَصْطَةً في [الأعراف:
٦٩] والْمُصَيْطِرُونَ وبِمُصَيْطِرٍ فقد كتبت بالصاد لا غير، وقد قرئت بالصاد والسين (١).
وأما القراءات المختلفة المتواترة بزيادة لا يحتملها الرسم نحو وأوصى وَوَصَّى في البقرة تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ ومِنْ تَحْتِهَا في التوبة وما عملت أيديهم وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ في يس، وقوله سَيَقُولُونَ لِلَّهِ وفَسَيَقُولُونَ اللَّهُ في [المؤمنون: ٨٦ - ٨٩] (٢).
فقد كانت تكتب في بعض المصاحف دون بعض كما أسلفنا. وبحسبنا

(١) وقد عللوا ذلك بأن الأصل في هذه الألفاظ كتابتها بالسين على ما هي اللغة الغالبة ولكنها كتبت في المصاحف العثمانية بالصاد لتتعادل القراءتان القراءة التي يشهد لها الرسم والقراءة التي يشهد لها الأصل. ولو كتبت هذه الكلمات بالسين لفات ذلك، ولاعتبرت الصاد مخالفة للأصل والرسم، ولهذا اختلفت القراءة في بَصْطَةً في الأعراف فقد قرئ بالصاد، والسين ولم يقع بَسْطَةً في البقرة لكونها كتبت بالسين، فانظر كيف بلغ الصحابة في رسم المصاحف إلى هذا الحد من الدقة وتحقيق العلم.
(٢) فقد كتبتا في مصاحف أهل البصرة بلفظ الله بدون اللام جوابا للاستفهام وكتبتا باللام في مصاحب أهل الحرمين والكوفة والشام على المعنى، لأن من رب كذا ولمن هو في معنى واحد، ولذلك جاء جواب الآية الأولى باللام فحسب قال تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥) بخلاف الآيتين اللتين تليها.


الصفحة التالية
Icon