بغير رواية عن غيره، وحينئذ يفوتهم معرفة ما فيه من طرق الأداء من مد وتخفيف وإمالة وإظهار وإدغام وإخفاء إلى غير ذلك من طرق الأداء.
٢ - الدلالة على أصل الحركة
ككتابة الكسرة ياء والضمة واوا نحو وإيتائي ذي القربى وسأوريكم أو الدلالة على أصل الحرف ككتابة الصلاة والزكاة والحياة والربا بالواو بدل الألف.
٣ - الدلالة على بعض اللغات الفصيحة
ككتابة هاء التأنيث تاء في لغة طيّء، ومثل حذف آخر المضارع على المعتل لغير جازم مثل يَوْمَ يَأْتِ في لغة هذيل.
٤ - الدلالة على معنى خفي دقيق
، كزيادة الياء في قوله والسّماء بنيناها بأييد بياءين؛ وذلك للإيماء إلى قدرة الخالق جل وعلا- التي بنى بها السماء، وأنها لا تشبهها قوة على حد القاعدة المشهورة زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى (١)، وكزيادة الألف في وجاى بالنّبيّين [الزمر: ٦٩] وجاى يومئذ بجهنّم [الفجر: ٢٣] للتهويل والتفخيم والوعيد والتهديد.
ومن هذا القبيل كتابة هذه الأفعال بغير واو وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ [الإسراء: ١١] وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ [الشورى: ٢٤] يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ [القمر: ٦] سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ [العلق: ٦] فإنها كتبت في المصاحف العثمانية بغير واو، ولذلك سر دقيق لمن أمعن النظر؛ فالسر في حذفها- كما قال المراكشي-: التنبيه على سرعة وقوع الفعل، وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود، أما الحذف في الأولى فللإشارة إلى أن الإنسان يسارع إلى الدعاء بالشر، كما يسارع إلى الخير بل إثبات الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير، ولا سيما عند الغضب، وأما السر في حذفها في الثانية فللإشارة إلى سرعة ذهاب الباطل واضمحلاله، وأما السر في حذفها في الثالثة، فللإشارة إلى سرعة الدعاء