ويزيد النبي ﷺ الأمر توضيحا فيقول: «إنما مثل صاحب القرآن (١) كمثل الإبل المعقّلة (٢) إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» رواه الشيخان وفي الأمر بالتعهد والمواظبة عليه تحذير من نسيانه أو ذهابه.
وقد جاء الترهيب من نسيان القرآن أو في شيء منه وذم من يهمل حتى ينساه وذلك في غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه منها إلا عدله. وما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم (٣)» ولأبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعا (٤) «من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم» قال الحافظ وفي إسناده مقال.
وروى أبو عبيد بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل فنسيها».
وروى أبو داود والترمذي وأبو يعلى والبزار وغيرهم من حديث ابن أبي داود، عن ابن جريج، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن، أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها»، قال الترمذي: غريب لا
(١) أي: الحافظ له، والمتمكن من حفظه والملازم له.
(٢) أي: ربطت بالعقال.
(٣) أي مقطوع اليد كناية عن نقصان الأجر، وارتكاب الإثم وقيل: مقطوع السبب من الخير. وقيل: صفر اليدين من الخير. ومعانيها متقاربة وقيل يحشر هكذا يوم القيامة ليكون علامة عليه.
(٤) أي منسوبا إلى النبي من قوله، أو فعله، أو تقرير، وهذا من قوله.