كنت تقرؤها.
قال في شرح المهذب: واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع، قالوا: وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزءين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل، قالوا: واستحباب الترتيل للتدبر؛ لأنه أقرب إلى الإجلال، والتوقير، وأشد تأثيرا في القلب، ولهذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه.
وفي النشر اختلف هل الأفضل الترتيل، وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرتها
وأحسن بعض أئمتنا فقال: إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرا، وثواب الكثرة أكثر عددا، لأن بكل حرف عشر حسنات.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: والتحقيق أن لكل من الإسراع والترتيل جهة فضل، بشرط أن يكون المسرع لا يخل بشيء من الحروف، والحركات والسكون
والواجبات فلا يمتنع أن يفضل أحدهما الآخر، وأن يستويا، فإن من رتل وتأمل، كمن تصدق بجوهرة واحدة مثمنة. ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة. وقد تكون قيمة الواحدة أكبر من قيمة الأخريات. وقد يكون بالعكس، وفي البرهان للزركشي: كمال الترتيل تفخيم ألفاظه، والإبانة عن حروفه، وأن لا يدغم حرف في حرف، وقيل: هذا أقله، وأكمله أن يقرأ على منازله، فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ التهديد، أو تعظيما لفظ به لفظ التعظيم.
وأزيد فأقول: أو ترحيما، وترقيقا لفظ به لفظ الترحيم والترقيق، أو تعجبا لفظ به لفظ التعجب، أو تيئيسا لفظ به لفظ التأييس، أو توبيخا لفظ به لفظ التوبيخ أو إنابة وتوبة لفظ به لفظ الإنابة والتوبة، أو تندما نطق به نطق المتندم أو خشوعا وتذللا نطق به نطق الخاشع المتذلل، أو فرحا وسرورا لفظ به لفظ الفرح المسرور وهكذا، وبذلك يفسر المعاني بالجرس. ونغم الكلام.


الصفحة التالية
Icon