ومستندا وأصلا، وهو القرآن المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
فأوّل مبدوء به من علومه العظيمة بعد إتقان حفظ آياته الكريمة، علم غريبه وإعرابه ومعانيه، ثم نقل القراءات المأثورة عن السّلف السابقين فيه. وقد ألّف أئمة القراءة في هذا العلم كتبا كثيرة عدّا، غير أنّها مختلفة بين مختصر مخلّ بالمقصود أو مطوّل جدّا. فرأيت أن أصنّف لك أيها الطالب كتابا جامعا بين الوضوح والاختصار في قراءات السبعة أئمّة الأمصار، وهم، عبد الله بن كثير المكّيّ، ونافع بن أبي نعيم المدنيّ، وعبد الله بن عامر الدّمشقيّ، وأبو عمرو بن العلاء البصريّ/ ٣ و/ وعاصم وحمزة والكسائيّ، وكلّ من الثلاثة كوفيّ. مقتصرا فيه على ما اختاره من المشهور عنهم السّلف الصالحون ورجّحه الأئمة المجتهدون والعلماء المحققون مما أخذته سماعا وتلاوة عن الشيوخ الصادقين والقرّاء المبرّزين من العراقيين والمصريين رحمة الله عليهم أجمعين، ليكون جامعا لما هو مشهور في هذا الزمان، متلوّ به في جميع البلدان. وأتبعهم أبا جعفر ويعقوب وخلف بن هشام، إذ كانوا من أعيان القراء والسادة الأعلام، وكانت قراءاتهم مشهورة، واختياراتهم غير منكورة، وأتوخّى الإيجاز الذي لا يخلّ وأتعمّد الإيضاح الذي لا يمل. وأجعله ثلاثة أقسام:
الأول: في المقدمة، إذ بها يعرف ما يذكر بعد ويقرّر.
الثاني:/ ٣ ظ/ في الأصول التي يكثر دورها ويتكرّر.
الثالث: في فرش الحروف المبثوثة على ترتيب السّور.
وأخليته من الحجج والتّعليل، لأنه علم مستقلّ طويل، وربّما أتيت منه في بعض الأماكن بشيء قليل.
وسمّيته كتاب الكنز، إذ حوى متفرّقا جمعه في غيره. وإلى الله العظيم أرغب، ومنه أطلب أن يبلّغني في ما أمّلته الأمل، وأن يعصمني من الخطأ والخطل، وأن


الصفحة التالية
Icon