مات بالكوفة سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة سبع وعشرين ومائة.
ذكرت عنه في هذا الكتاب راويين، أحدهما: أبو بكر من طريقي أبي حمدون (١) وشعيب بن أيوب (٢)، والآخر: حفص من طريق عبيد بن الصّبّاح (٣).
أما أبو بكر (٤)، فاختلف في اسمه، فقيل: شعبة، وقيل: عبد الله (٥)، وقيل:
محمد، وقيل غير ذلك، والأول أشهر، وقيل: اسمه كنيته. وكان من أئمة الدين العلماء الورعين. ولد سنة أربع وتسعين في أيام الوليد (٦) بن عبد الملك. ومات سنة خمس وتسعين ومائة، وقيل: سنة أربع وتسعين ومائة في أيام الأمين/ ٢٣ و/.
وأما حفص، فهو أبو عمر، وقيل: أبو داود حفص بن سليمان بن المغيرة الغاضريّ (٧). ربيب عاصم. ولد بالكوفة سنة تسعين في أيام الوليد بن عبد الملك ومات سنة ثمانين ومائة بمكة بعد أن أقام بها سنتين في أيام الرشيد وله تسعون سنة.
رواية أبي بكر من طريق أبي حمدون: قرأت بها القرآن من أوله إلى آخره على كل واحد من شيوخي الأربعة الواسطيين بإسنادهم إلى الشيخ أبي علي. قال:

ابن صالح قال: ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء). (ينظر:
معرفة القراء ١/ ٧٤، وتذكرة الحفاظ ١/ ٣٥٩، ومرآة الجنان ٢/ ١٠، وغاية النهاية ١/ ٣٤٧).
(١) هو الطّيب بن إسماعيل الذّهلي البغدادي، مقرئ يقال له حمدويه اللّؤلؤي أو الثّقّاب أو الفصّاص لأنه كان يمتهن نقش الخواتم، ت نحو ٢٤٠ هـ (ينظر طبقات الحنابلة ١/ ١٧٩، ومعرفة القراء ١/ ١٧٣، وغاية النهاية ١/ ٣٤٣).
(٢) المقرئ أبو بكر شعيب بن أيوب بن زريق المعروف بأبي أيوب الصّريفيني، ت ٢٦١ هـ.
(ينظر: معرفة القراء ١/ ١٦٩، وميزان الاعتدال ٢/ ٢٧٥، وغاية النهاية ١/ ٣٢٧).
(٣) المقرئ أبو محمد عبيد بن الصّبّاح بن أبي شريح بن صبيح الكوفي ثم البغدادي، ت ٢١٩ هـ (ينظر: معرفة القراء ١/ ١٦٨، وغاية النهاية ١/ ٤٩٥).
(٤) تنظر ترجمته في: ميزان الاعتدال ٢/ ٢٧٤، ومعرفة القراء ١/ ١١٠، وغاية النهاية ١/ ٣٢٥.
(٥) س: عبيد.
(٦) الخليفة الأموي المعروف، ت ٩٦ هـ. (ينظر: الفخري في الآداب السلطانية/ ١١٥، والبداية والنهاية ٩/ ١٦١، وتاريخ الخلفاء/ ٣٥٥).
(٧) تنظر ترجمته في: ميزان الاعتدال ٢/ ٢٧٤، ومعرفة القراء ١/ ١١٠، وغاية النهاية ١/ ٣٢٥.


الصفحة التالية
Icon