المبحث الثالث أهمية الكتاب
مما لا شك فيه أن أهمية الأثر تدلّ على مكانة المؤثّر. وكتاب الكنز أثر من آثار الواسطي، لذا فإنّه دالّ على المكانة العلمية للمؤلف التي ذكرناها سابقا عنه. ومن خلال دراستنا لكتاب الكنز ظهرت لنا أهميته في الأمور الآتية:
ا: المادة العلمية:
لقد تجلّت المادة العلمية التي ضمها كتاب الكنز بالمظاهر الآتية:
١. القراءات: أورد المؤلف في كتابه القراءات العشر لآي الذّكر الحكيم بدءا بسورة الفاتحة وانتهاء بسورة الناس عدا سورة العصر ولم يترك شيئا من الأحرف الإقرائية إلا وفّاه حقّه من أوجه القراءة. وبما أنّ هذا الكتاب هو مجموع كتابي التّيسير والإرشاد كما أسلفنا فإنّ أهميته تتجلّى في جمعه للقراءات التي وردت في هذين الكتابين إضافة إلى ما زاد عليه مؤلفه من قراءات وموافقات وردت في كتب أخر كان يصرّح بأسمائها كالعنوان والتبصرة والكافي وغيرها. وهو فضلا عن جمعه للقراءات الخاصة بأئمة القراء فإنّه ذكر معها الكثير من روايات الرّواة. وكل هذا وذاك يجعله مؤلّفا كبير الأهمية في هذا المجال.
وعلى الرغم من أنّ كتاب الكنز خاصّ بالقراءات العشر إلا أنّه ضمّ الكثير من القراءات التى جاءت موافقة للقراءات ما فوق العشر. حيث كان المؤلف قد أثبت أمثال هذه القراءات دونما إشارة إلى من قرأها من القراء فوق العشرة وقد أشار الباحث إلى مظان هذه القراءات ومصادرها كمصطلح الإشارات والإتحاف وغيرهما لأجل الدلالة عليها.